انزلقت قشعريرة باردة اسفل ظهري. ألتفت وحامت حتى نزلت الى نهاية عمودي الفقري.لانني عرفت انه جنوبي.
انه جنوبي.
كل شيء فيه، كل تفصيل...كل جزء من وجوده دل على كونه جنوبي.
ولا أعرف كيف يجب ان استجوب مع هذه الحقيقة.
الا ان جسدي فعل، عرف.
خفق قلبي بقوة، أردت إن اغير خطواتي وارجع من حيث ما أتيت، ان اركض في الاتجاه المعاكس، لكن في الوقت نفسه بقت قدميّ مزروعة في الأرض بثقل، غير قادرة على التحرك بتاتًا وأنا أمامه، وانا تحت نظارته— تحت هذا الأدراك الذي صعقني مكاني. وكأنني محشوة بالحجارة التي لن تجعلني أطفو..او اتحرك، في حالتي.
عقد حاجباه اتجاهي.
ولا أصدق ما أراه أمامي، لا أستطيع.
امتلأت حنجرتي بالأشواك التي ألتفت ايضًا حول عقلي وانا انظر الى الفتى الذي يقف اماني بالملابس السوداء والوشاح. أفكر في أن حياتي ستكون سوداء مثل اللون الذي صبغه.
من المستحيل إن أكون سعيدة. من المستحيل ان— عرفت مسبقًا ما الذي يعنيه هذا، عرفت منذ الثانية الأولى التي شعرت بها بشعور غريب يلكز جمجمتي.
رفيقي هنا.
لقد قرأت الكثير من الروايات العاطفية لأعرف ما هو شعور ايجاد التؤام الروحي.. لقد قرأت كثيرًا مقالات علمية عن تلك النقرة ضد الجمجمة التي تحدث فجأة وتحاول أختراق نسيج الكون والجسد للدخول للروح.
تضرب نفسها مرارًا وتكرارًا بالحواجز بين الشخص والحدود خاصته، سواء كانت عظام او حدود أخرى، حتى تلتحم معه.. وتكون قادمة من الطرف الثاني.
تركت الفتيات فور ان شعرت بها، شعرت بالحماس يعتصر قلبي ويأكله بتوتر ممزوج بقلق طفيف لكنني أتبعت الشعور حتى قادني الى هنا.
او حتى قادني الى باب المتجر.
لان ما أن رأيت باب المتجر حتى انقبض قلبي بقلق خانق، افترقت شفتاي بحسٍ وكأنني اُخنق، فتباطئت خطواتي، أشعر بهالة دخانية تتسرب من النوافذ المفتوحة للمتجر، لا أعرف كيف لكنني سمعت صوت موت الحماس بداخلي لأن جزء مني عرف ان هناك شيء مريب. ان الامر لن يكون مثل ما توقعت.
مثل الحدس.
ولم أفكر في كون الامر المريب هو ان يكون رفيقي مختلفًا، مثلًا هجينًا أو شخصًا أكبر مني او شخص لن يعجبني، لا، عرفت تمامًا ان ايًا ما كان الشأن..فلن يكون هناك امرًا بهذه البساطة..لان أنفاسي ضاقت بحدس قوي.
نظرت للمتجر وحاوطني الظلام، المعرفة قبل الحقيقة، خطوة واحدة للأمام وسأعرف الحقيقة..لكن هل كنت مستعدة لمواجهتها؟ حدسي أخبرني ان الامور لن تكون بخير.

أنت تقرأ
الجنوبي | Southern
Fantasyجنوبيين مملكة الغربان يمتلكون ميزة غريبة، وهي أنهم يتحولون الى قنبلة موقوتة عندما يرون أحد أفراد عائلة ستيلارد، عدوهم الاول والاخير منذ البداية وحتى النهاية، وتورما ستيلارد تعرف ذلك جيدًا..وشهدت الأمر بأم عينها. هذا هو تعريف الجنوبيين بالنسبة لتورم...