الصفحة الثالثة : قسم

105 29 22
                                    


السابع من مارس بتاريخ اللعنة...

إيطاليا -روما-

'الأخطاء حينما تقع تكون نتائجها أعمق من أن نزيلها بممسحة...'

الساعة 03:00 بعد منتصف الأخطاء...
صداقة أم حب !!!...

الحياة تخطو خطوطا متعرجة يمكن أن نجيد إختيار الوسيلة التي نسلكها و أحيانا كثيرة لا... و في ذلك نجد أنفسنا مخيرين بين أن نتحمل مسؤولية إختياراتنا أو الهرب لطريق آخر يلائم وسائلنا...

و بين الأمرين... لمن يختار الفرار... هناك من يفر خوفا و هناك من يفر فقدا و هناك من يفر حزنا لكن ذاك الشاب الأشقر كان يهرب كرها و نفورا و الكثير من الحب...

"أيها العاهر... هل جننت؟!... هل هربت مجددا..."

إحتد صوت الشاب الآخر بينما يدود ذهابا و إيابا يشد خصلاته الشقراء حينا و يحدق به بحدة حينا آخر... و لا ننسى أعينه الخضراء الذي تقفز نحوه في كل مرة تراوده فعلة كريستان... و الذي بالمناسبة كان يتكأ بدون إكثرات على ظهر الأريكة يسمح لخصلاته الشقراء الداكنة بالتساقط للخلف كما فعل بكلمات الآخر يرميها خلف ظهره...

"هل تستمع حتى لما تقوله؟!... إنها الحرب يا إبن العاهرة..."

تنهد الشاب قليلا يتحكم في أعصابه المشدودة قبل أن يردف بهدوء متحدثا مع نفسه...

"أنا آسف خالة أماردا لم أقصد نعتك بالعاهرة... لكنك إبن عاهر حقيقي..."

إبتسم كريستان بسخرية و هو لا يزال على نفس جلسته غير أن جفونه إنفتحت تحدق بالسقف مردفا بنبرة ساخرة...

"أنا اؤكد لك ذلك... هو أكبر عاهر في عائلة الجينوفاز... لن أتفاجئ إن كان لي إخوة..."

"و أنا الآخر لن أتفاجئ إن جاءت كلبة ببطن منتفخ تخبرني أنك والد جراءها..."

إعتدل كريستان في جلسته مبتسما و قد كانت إبتسامته عاملا محفزا لإيزرا على الإنفجار غضبا و قتله لولا كونه من عشيرة حاكمة هذا ما يشفع له و لا ننسى أنه يظل صديقه الحقير جالب الكوارث... و الذي لن يفكر بصداقتهم بعد كلماته تلك...

"أعذرني أيها الراهب إيزرا لأن نجاسة أفعالي لطخت لك مكان تعبدك..."

سقطت ملامحه المبتسمة ليحل الجمود مكانه مردفا بنبرة متهكمة...

"لو سمعك أحدهم لظن أنك تقتات على الماء المقدس و المواعض الدينية... و أنت لم تطأ قدمك الكنيسة إلا وقت تعميدك..."

"سأدخلها يا داعر لتوديع جثتك..."

مع نهاية جملته إنقض عليه ممسكا تلابيب قميصه يجز كلماته بصوت عال...

between angels and demons (بين الملائكة و الشياطين)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن