الألم تجمع في عمودي الفقري.
أما اجنحتي فأحسست بها مكشوفة، ثقيلة جدًا وكأنها من الحجارة...تمتمت بخفة أشعر بجسدي ثقيل وبألم حاد في ظهري. حاولت فتح عيناي الا ان اجفاني أثقل مما توقعت، او ان قوتي قد استنفزت، حاولت ان ارفع نفسي الا انه وكأن اجنحتي تثبتني بالفراش بمسامير.
«أنظروا له؛ سأكون ملعونًا. انظروا الى هذا الصعلوك اللعين الصغير. أصابته صاعقة ومازال يتنفس.» سمعت صوت مألوف...مألوف زيادة عن اللزوم، حاد ورفيع، وكأنه فرنسي، الا ان مع اللهجة الجنوبية...بدى وكأنه رصاصة من حدته.
او هذه الحدة تتعلق بـ— صاحب الصوت.
اوه اللعنة.
القائد نولان.
توسعت عيناي على الفور وارتفعت اجفاني مع الجزء العلوي من جسدي، ارمش بسرعة وأحاول التصرف بشكل طبيعي. سعلت اجلس وأرفع ركبتي الى صدري اضع مرفقي عليها، لا أرى شيء سوى الضباب مما جعلني ارمش أكثر حتى تتضح رؤيتي الا ان دوار قاسي ضربني وشعرت بالسرير تحتي يطمس. «صباح الخير.» قلت أحاول ان أظهر تعابير وجهي طبيعية لكنني حقًا، لم أكن واعي على شيء، وانا متأكد الان ان الارض تبتلع سريري.
لكن القائد نولان وقف أمامي.
«يبدو مثل وقت جي—» قلت اشير بيدي الى هذا الصباح..او هل هو المساء؟ لسعة حارقة ضد جمجمتي قطعت كلامي، تجعلني اهسهس. «هذا يؤلم!» صحت أنهض من السرير، أبتعد عن يد القائد نولان الذي لا يعرف كيف يتعامل الا بقبضته، او بالكلام سيء، وبالعادة كلامه أسوء من تعنيفه الجسدي.
«لا تنهض ايها الصعلوك!» صك من بين الأسنان صوت مألوف اخر، وتمايلت الأرض من تحتي ليترنح جسدي للجانب وانا اقف على السرير، يوشك على الارتطام بالأرض لولا— نظرت الى القبطان ارماند الذي أمسك بذراعي ولفها حول كتفه، يعيدني بهدوء الى الفراش، يخبرني أن أبقى مستلقي، بنبرة حادة ونظرات فضية حارقة وكأنني قتلت أمه.
«لماذا ترمقني بهذه النظرة الغجرية؟ لا تجعلني اقتلع—» زمجر يركل قدمي التي تدلت من طرف السرير لأقبض اسناني من الألم الذي خض كل جزئي العلوي وأكبت هتافي المتألم الصامت. أغمضت عيناي بقوة أتجرع الألم. أسمع القائد نولان يزمجر نحو ارماند بتهديد، يخبره أن يبتعد عني.
«ايها الوغد.» صككت أحاول ان اجد قوتي للتنفس. ثم نظرت الى ارماند، كان يرتدي بنطال قطني منزلي وقميص رمادي، مما أخبرني انه باقي هنا في المستودع. اه، تبًا. رمشت ونظرت الى الأرقام الكثيرة التي تداخلت ببعضها البعض في سقفي؛ بعضها باللون الاسود، بعضها بالأبيض وبعضها محفورة. من شبه المستحيل قراءتها، ولن يتمكن أحد من قراءتها، سواي.
جلس ارماند على مقعد بقرب السرير ووضع مرفقاه على ركبتيه، يشبك اصابعه وينظر نحوي. «هل تتذكر ما حدث حتى؟» سألني، يدخل أصابعه في خصلات شعره السوداء بغضب.
أنت تقرأ
الجنوبي | Southern
Fantasyجنوبيين مملكة الغربان يمتلكون ميزة غريبة، وهي أنهم يتحولون الى قنبلة موقوتة عندما يرون أحد أفراد عائلة ستيلارد، عدوهم الاول والاخير منذ البداية وحتى النهاية، وتورما ستيلارد تعرف ذلك جيدًا..وشهدت الأمر بأم عينها. هذا هو تعريف الجنوبيين بالنسبة لتورم...