chapter 31

260 22 33
                                    

***

بدأت السماء التي كانت صافية ومشمسة في السابق تغيم و تبهم.

نظرت ببطء إلى الأعلى، ظهرت تلك الشمس الساطعة المغطاة بقعرٍ أسودٍ داكن.

لقد كان كسوفًا كليًا للشمس لا تشوبه شائبة.

لم يسبق لي أن شهدت مثل هذا الكسوف الكلي الواضح للشمس في حياتي. كان مشهد الشمس المغطاة بالكامل مقشعرًا و مذهلًا.

فجأة، هزت قوة هائلة الهواء ولفحت وجهي الجاف. كان ثقلها وحقد الموجه واضحا، مما تسبب في توقف أنفاسي كما لو كان شخص ما قد أمسك بحنجرتي.

أصبح العالم أكثر قتامة في هذه اللحظة، كل شيءٍ صار حالك السواد لدرجة عدم استطاعتك للنظر إلى يديك.

لم يصدق عقلي هذا الحدث وبدأ في التفكير، ما أن يبصر العتمه حتى يتكلم مع نفسه، قلت لنفسي موبختا لعقلي بينما كنت استرجع حديثها في الجلسة الأسبوعية قبل يومان.

"ما الذي يدفع امرأة مثلك إلى الرحيل.... هل كان سبب موته ألمًا لا يطاق بالنسبة لكِ؟ أم عدم تحملكِ لكل ماجرى قد كان القشة التي أنهت وحطمت كل شيء؟"

فكرتُ في حديثها الذي دار في عوامةٍ لا نهائية في رأسي، غير مدركة لحياتي الماضية و التجارب التي استولت على ذاكرتي الجشعة.

أجبت. 

"أكاد أجزم أن لرحيله تغيرٌ جذريٌ علي......"

لكن، هذا ليس سببا للرحيل...

ربما، انا وشخصٌ لطيفٌ مثله لم نعرف بعضنا البعض لمدة طويلة، ربما لم نكن معا لمدة كافية تجعل منا أقرب من القرب المتوقع لشخصين ، ربما سأنساهُ يوما ويصبح وجودهُ مجرد ذكرى..... لكني لن أستطيع إعادة نفسي السابقة إلى ما كانت عليه.

نقطة التحول بدأت من هناك.. منذ موته، شعرت كما لو شريانٌ من المشاعر قد فُقد و انقطع.

بكيتُ كثيرا؟ صحيح... خسرتُ صحتي؟ كثيرا.... فإذا عاد الزمن، سأود التعرف عليه مجددا، وحتى لو خسرت صحتي، انا مستعدة لتكرار ذاك الطريق المظلم.

رفعت ذراعاي المليئة بالكدماتٍ الزرقاء، اقرب ساقاي لصدري واحضنهما معا....دائرة الحماية المعتادة.

كان الظلام يسود المكان بسبب الكسوف.... لكني أردت أن لا أرى، أن لا أجد أحدٌ أمامي... لذا اغمضت عيناي دافنتا وجهي بين ساقاي وابكي.

اعانق نفسي كلما شعرت بالوحدة والعجز الواسع، بما في ذلك هنا، حيث ستجد كل شخصٍ يمد يد العون لك.

أحِبيني فِريسيا || J.JKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن