الفصل الرابع

59 5 30
                                    

لا شك أن أي أحد منا قد سمع .

لا يمكن أن يكون هناك أحد لم يسمع بالموضوع .
الخرافات والقصص القديمة .
سواءا في الأفلام أو في قصص ما قبل النوم بل حتى في دردشة خلال العمل . لكن المؤكد هو أنه حتما تم تجاهل الموضوع من طرف الجميع .
تماما مثلي .

انا قد شاهدت العديد و العديد من الأفلام التي تحتوي على عنصر الخيال و المغامرات في مختلف التصنيفات ؛ وحوش ، موتى سائرون ، مصاصي الدماء .
نفيت وجودهم تماما فلا شيء يثبت حقيقتهم .
فأنت حتما لم تشاهد يوما فيلما عن مصاصي الدماء ثم يكتب في نهاية المشهد بأنه مستوحى عن قصة حقيقة ؟ طبعا لا .
فماهو تفسير هذا الذي أراه أمامي الآن ؟

...

كانت تقاوم لتحاول إخراج معصمها من قبضتي و أنا ظننت أنها تعاند فقط . لم أعلم أن شيئا مثل هذا سيحدث لأنه كيف بحق السماء سأعلم من قبل و هي لم تخبرني قط ؟!

مع انعكاس الشمس على أطراف اصابعها شعرت بهم يحترقون و فورا أفلت قبضتي . سقطت هي للوراء و تراجعت بضع خطوات أخرى في الممر بعيدا عني و عن الشمس بينما تمسك يدها المحترقة .
سرعان ما صارت أطراف أصابعها تلك أرجوانية اللون تميل الى البنفسجي مع عدة قطرات دماء تقطر منها .

أنا قد تجمدت في مكاني .

لم أعلم ماالذي علي فعله في تلك اللحظة.

هل أحضر لها علبة الإسعافات الأولية ؟
لا ، هل علي الإعتذار أولا؟
كنت محتارا تماما فشيء عجيب كهذا يحدث أمامي بل بسببي لست معتادا عليه بتاتا .
الشيء الاكثر عجبا هو أنني رأيتها تضغط على أسنانها بقوة كرد فعل للألم و هناك .
هناك رأيت أن أنيابها أطول من الخاصة بالبشر العاديين.
هذا الإدراك أعاق حركتي وأفكاري لفترة من الزمن وأنا لازلت أحدق بها بصدمة.

هي حتما ليست بشرية .

هي حتما كانت تقول الحقيقة طوال الوقت .
لكن ، فجأة ... رأيتها تصاب بنوبة هلع و ذعر حادة .
اه ...؟ أليس من المفترض أن أكون أنا المذعور الآن وليس هي ؟

_"لقد تذكرت ! يا إلهي ما الذي فعلتُه ؟!"

رأيتها هناك ترتعش بخوف من نفسها .
مجددا .
من تلاعب بإعدادات الموقف ؟
أستطيع أن أرى بوضوح أنها محاصرة في دوامة من الذكريات القاتمة التي بدأت تدركها عن نفسها للتو.
كانت تعابير وجهها تحكي قصة طويلة من الندم.

_"ما هذا بحق السماء ؟"
_"لا تسأل ولا تحاول التسائل عن الموضوع . فقط إبقى بعيدا عني "
_"انت مصاصة دماء؟!"
_"المعذرة !؟ في حال لم تلاحظ فإني قبل ثوان كنت سأصبح لحما مشويا ! بالطبع أنا مصاصة دماء ! هل أنت أعمى أو ماذا !؟"
_"لما لم تخبريني ؟!"
_"وكأني كنت أعلم أصلا ؟! لست مجنونة الى درجة ذهابي للموت مرة أخرى! أنا أقدر حياتي حتى و إن كنت جثة الآن !"

 ' وَرقةُ خَريفٍ 'حيث تعيش القصص. اكتشف الآن