الفتاة الانتحاريةو احمد

4 1 2
                                    

كان هناك فتاة في عمر 24 تقف على حافة شرفة غرفتها وتستعد للقفز. كانت تريد الانتحار، ولكن على وجهها كان هناك أيضًا عدم الرغبة والخوف الشديد. ثم أخذت خطوة إلى الوراء لتستجمع نفسها وتقفز. كانت تبكي بشدة، ثم رأت هاتفها فأخذته لتجرب حظها مع أي شخص يمكن أن يجعلها تعدل عن قرارها.

وعلى صعيد آخر، كان هناك شاب في السادسة والعشرين من العمر جالس في مقهى مع أصدقائه، الذين كانوا كثيري الثرثرة. كان ينظر إلى السماء من شدة الملل، ولا يعرف لماذا يجلس معهم وهو لا يتحملهم. كان ينظر إليهم وعلى وجهه حزن. فجأة، رن هاتفه وكانت الفتاة الانتحارية. كانت تطلب أي رقم لينجدها من أفكارها الانتحارية عديمة الأمل. قالت له: "أنا فتاة لا تعرفها، إنني على وشك الانتحار. هل لديك أي شيء تقوله لي لكي لا أنتحر؟ أي شيء فيه أمل يجعلني أعيش". كانت تبكي بشدة. وقف الولد حائرًا، هل تكذب عليه؟ هل يكون مقلبًا؟ إنها لحظات استجمع فيها الولد شتات نفسه وخرج من المقهى يقول لها: "لا تفعلي ذلك، لا تفعلي ذلك". جلس الولد على الرصيف في اندهاش من الفتاة وملامح الصدمة على وجهه. قالت له: "لماذا لا؟ هل تستطيع أن تقول لي لماذا هذه الحياة القذرة يجب أن نعيشها؟" قال لها: "من أجل أهلنا". قالت: "لا يوجد لدي أهل، لقد ماتوا جميعًا". قال لها: "من أجل العمل". قالت: "مديري قام برفدي من أجل تعيين قريبة زوجته". قال لها: "من أجل الأصدقاء". قالت: "لا يوجد أحد يحب شخصية مثلي". قال لها: "عيشي من أجل الحب". ضحكت الفتاة وهي تبكي وقالت: "الشخص الوحيد الذي اعتقدت أنني أحبه تركني لأنه يشعر أنني متعلقة به زيادة وهذا يستاء منه".

ثم ضحك الولد من شدة ذهوله وقال لنفسه: "كيف هذه الفتاة تشبهني إلى هذه الدرجة؟ لماذا أنا؟ لماذا تريد مني أن أنقذها؟". قال لها: "لماذا تتحدثين على الهاتف معي الآن؟ لماذا لا تنتحرين الآن؟ لا تنتحري الآن لأنك تريدين سببًا للعيش. لماذا لا تعيشين لنفسك فقط دون الحاجة للآخرين؟". قالت له: "لا يوجد شخص يعيش بمفرده، إنني أعيش الأيام قد لا أتحدث ولا كلمة لأنني بمفردي". قال لها: "أنا مثلك، بمفردي. إنني أدفع العشاء لبعض من الناس يطلقون على أنفسهم أصدقائي لأنني أخاف من الهدوء وكأنني أحتضر". قال لها فجأة بدون أن يفكر في الكلمة: "أين أنتِ؟ أريد أن أراكِ". صمتت الفتاة لحظة وقالت: "بعد محادثتي لك، أريد أن أنتحر أكثر". قال لها: "أعطني فرصة، أكون بطلًا وأنقذك. افعلي خدمة لي، ومقابل هذا سوف نكون أصدقاء ولن أتركك أبدًا. لا أريد أنقذك لأجلك، أريد أن أنقذ روحي التي تشبهك". قالت له: "ابحث عني". قال لها: "وكيف ذلك؟". قالت: "أنا في منطقة المعادي، ابحث عني هناك". قال لها: "هل تمزحين معي؟ هل سأبحث في المعادي كلها؟ كيف سأجدك؟". قالت: "أنا أسكن في الشارع الذي في أوله ورود متساقطة والشجر يغطي المباني من اليمين". قال لها: "وأنتِ تسكنين في أي مبنى؟". قالت: "سأقف على الشرفة حتى تصل، وإن لم تصل خلال ساعة سافقد حديثنا".

أخذ الولد يجري ويجري وأخذ عربته، ولكن الطريق كان مزدحمًا فتركها وأكمل جري بأقصى سرعة كأنه سينقذ نفسه، لا هي. ومن ناحية أخرى، كانت الفتاة تبكي وتنظر إلى أول الشارع على أمل أن يأتي صديقها الجديد لينقذها. وصل الولد إلى المعادي واحتار أي مبنى مغطى بالشجر. لقد مضت 55 دقيقة، وليس لديه وقت. فجأة، رآها وهي تستعد للقفز. جرى بأقصى سرعة نحوها، وكانت قد أغمضت عينيها حتى لا تخاف. صرخ الولد وقال: "لااااااااا". نظرت إليه ونظر إليها. قال: "لا، لقد وجدتك. سأصعد، انتظريني". الفتاة كانت صامتة، لم تفتح فمها. صعد الولد وكسر باب شقتها ودخل. كان المنزل متكسرًا، لم يكن هناك قطعة سليمة. دخل غرفتها ونظر إليها. كانت مرتدية فستانًا أبيض وشعرها الأسود منسدلًا على ظهرها. كانت عيناها حمراوتين من كثرة البكاء، وكانت ترتعش من الخوف والحزن. اقترب الولد أكثر فأكثر. كانت تنظر في عينه. كان وسيمًا وهو يقترب، يقول لها: "لا تخافي، أنا هنا. لم تعودي بمفردك الآن. لم يعد أحد منا بمفرده". الفتاة لم تنطق بكلمة. اقترب منها وأخذها في حضنه، وهما الاثنان صمتا. فجأة، بدأت الفتاة بالبكاء الشديد وتبكي وتبكي، وهو أيضًا يبكي معها. وقال لها: "ما اسمك؟ أنا أحمد، وأنتِ؟". أجابت: "عليا".

بعد مرور شهر، عرض أحمد نفسه وعليا على طبيب نفسي. بعد مرور ستة أشهر، ظهر على عليا وأحمد أعراض التحسن الشديد، ويبدوان أنهما يشعران ببعض المشاعر لبعضهما. بعد مرور شهرين، تزوج أحمد وعليا بحضور الطبيب النفسي والسكرتيرة. بعد مرور سنة، أصبح لدى أحمد وعليا طفلة جميلة يدعونها سلمى، وهي تشبه أحمد أكثر، بخلاف رأي عليا التي تظن أنها تشبهها أكثر.

الآن، أحمد وعليا ليسا بمفردهما. لديهما أسرة. دائمًا ما يلعب القدر دورًا كبيرًا في مثل هذه الأمور. لم يتوقع أحمد اتصالًا مثل هذا في حياته، ولم تكن تخطط عليا للانتحار في هذا اليوم. ولكن جمعهما الحزن وشفاهما ولم يقتلهما. لم يتحدثا عن الموضوع ثانية. لقد عاشا بسعادة، فقد نسيا مرارة حزن الوحدة، وأصبحا اجتماعيين أكثر، ولديهما أصدقاء الآن. عندما يطرح عليهم سؤال كيف اجتمعتما ببعضكما، يقولان: "كنا نشعر بالوحدة فقط...".

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 09 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الفتاة الانتحارية و احمد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن