«وسط عالم يحكمه السواد و الجريمة مبنية على أسسه هم التقوا، جريمتها كانت أنها شاهدت ما لم يجب مشاهدته و جريمته أنه أرادها له بكل تفصيل مفصل صغير فيها أو كبير، أرادها بوحشية و تملك .. أرادها بجشع و رغبة لا نهاية لها، رغبة جريئة و بذيئة و بربرية و هي بادلته نفس الرغبات بنفس البذائة و النجاسة و الإنجراف ف اليد باليد والقلب بالقلب والروح بالروح والجسد بالجسد و البادي أكثر جرما !»
↠↠↠↠↠↠↠↠↠
الجزء السابع:مجازر في سبيل الحب
↠↠↠↠↠↠↠↠↠
اسبانيا - مدريد - 28/04/2023 - 06:05
استيقظت سيلينا في صباح اليوم الثالث، وشعور ثقيل لا يزال يخيم على صدرها. الكوابيس التي زارتها في الليل كانت تعيدها مراراً إلى تلك اللحظة المروعة: نديم، غارق في دمه، وصورة جسده الطافي على سطح الماء الملطخ بالأحمر. كانت تحاول جاهدة أن تطرد تلك الذكريات، ولكن كلما أغلقت عينيها، عادت المشاهد وكأنها ترفض الرحيل.
بعد أن تناولت الفطور بصحبة صفاء، التي غادرت مسرعة إلى عملها في المستشفى بسيارتها الحمراء اللامعة، شعرت سيلينا بضرورة التحرك. قررت العودة إلى حياتها العملية، على أمل أن يشغلها العمل ويمنحها فرصة للهروب من أفكارها المظلمة.
ارتدت بدلة سوداء أنيقة، تم تصميمها بعناية لتبرز مظهرها المهني الواثق. سرحت شعرها البني الطويل وجعلته ينسدل على كتفيها في نعومة، ووضعت لمسة خفيفة من المكياج لتبدو متألقة. رغم جمالها الظاهر، كانت تعابير وجهها تعكس توتراً داخلياً، إلا أنها أخفت ذلك ببراعة.
استقلت سيارة أجرة، حيث أن سيارتها لم تصلها بعد، وطلبت من السائق التوجه مباشرة إلى شركة والدها. كانت تحدق عبر النافذة إلى الشوارع المزدحمة، ولكن عقلها كان غارقاً في التفكير بأحداث الليلة الماضية وما قد تحمله الأيام المقبلة.
عند وصولها إلى الشركة، أُحسّ الجميع بوجودها منذ اللحظة الأولى. كانت خطواتها الواثقة وأناقتها اللافتة كفيلة بجذب الأنظار نحوها. البعض كان ينظر بإعجاب واضح، معجباً بمظهرها الساحر، بينما كان آخرون يخفون نظرات مليئة بالحسد والغيرة.
وبينما كانت تمضي عبر الممر المؤدي إلى مكتبها، اعترض طريقها شاب نحيل الجسد، قبيح الوجه، عيناه تفضحان خبثاً دفيناً. كان يقف هناك وكأنه ينتظرها منذ وقت طويل.
تايلور، بابتسامة تنم عن ما هو أكثر من الترحيب المهني:
"أخيراً شرفتِنا بوجودكِ، سيلينا."

أنت تقرأ
ADIB II أَدِيب
Romanceفي عالم مليء بالأسرار والدماء، تعيش سيلينا، الفتاة المغربية، رحلة مثيرة في إسبانيا لحل قضايا العمل. سرعان ما تجد نفسها غارقة في جريمة قتل غامضة، مهددة من قِبل رجل مافيا مهووس. بينما تكشف أسراراً مظلمة، يتشابك مصيرها معه، الرجل الغامض، ليخوضا معاً صر...