بين الحب و الخطر

بداية جديدة

تغمر أضواء المدينة الكبيرة شوارعها الواسعة، حيث تتداخل الألوان الساطعة مع الظلال العميق، كل زاويه ، كل شارع يحمل قصصاً لا تُروى وحكايات تُخفى بين زوايا الظلام والنور . كانت تلك المدينة المكان المثالي لإيلا لبدء حياتها من جديد بعيداً عن الآلام التي عاشتها في طفولتها .

إيلا المحققة الشابة ذات العزيمة القوية وقفت أمام مرآة صغيرة في شقتها المتواضعة . نظرت إلى انعكاسها متذكرة الطريق الطويل الذي قطعته للوصول إلى هنا كانت قد نشأت في حي فقير حيث كان الجوع و العنف هما السائدين . وفاة والديها في حادث غامض ترك في نفسها جرحاً عميقاً لم يندمل أبداً ودفعها للسعي لتحقيق العدالة بكل ما أوتيت من قوة .

في صباح يوم جديد تلقت إيلا مكالمة من رئيسها في قسم الشرطة . " إيلا لدينا قضية جديدة تحتاج موهبة خاصة وهي سلسلة من الجرائم الغامضة في الجانب الآخر من المدينة ، وأُريدك أن تتولي التحقيق " .

أخذت إيلا نفساً عميقاً واجابت بحزم : " سأتولى الأمر " .
كانت تعلم أن هذه القضية قد تكون الفرصة التي تنتظرها لإثبات نفسها في هذا القسم الجديد لكنها لم تكن تعلم انها ستقودها إلى مواجهة مع آندرو الرجل الذي سيغير مجرى حياتها.

وفي الجانب الآخر من المدينة جلس آندرو في مكتبة الفاخر داخل أحد النوادي الليلية التي يُديرها ، كان ينظر إلى المدينة من نافذة مكتبه، عاكساً على حياتك المليئة بالعنف والقوة، نشأته في عالم الجريمة لم تترك له خيارات كثيرة ولكنه أصبح الآن أحد أكثر الرجال نفوذاً في المدينة، لم يكن يتوقع أن محققة شابة ستأتي لتزعزع توازنه وتقلب حياته رأسا على عقب.

بدأت إيلا تحقيقاتها في حي فقير حيث ألتقت بعائلات الضحايا وجمعت الأدلة كانت تشعر أن هناك خيطاً مشتركاً بين كل هذه الجرائم وأن الوصول إلى زعيم المافيا سيكون مفتاحاً للتحقيق .

في إحدى الليالي قررت أن تزور أحد النوادي الليلية التي تعتقد أن لها صلة بالقضية ولم تكن تعلم أن هذا المكان تحديداً هو معقل آندرو . عند دخولها النادي لفت أنتباهها الفخامة والترف الذي يملأ المكان ، تقدمت بثقة نحو البار وجلست تطلب شراباً ، شعرت بنظرات تراقبها لكنها تجاهلتها كانت تعلم أن الوجود في هذا المكان محفوف بالمخاطر لكنها لا تخشى المخاطر.

وفي هذه الأثناء ، لاحظ آندرو وجودها لم تكن كأي زائرة أخرى . كانت تحمل في عينيها الجميلتين نظرة تحدي وذكاء ولفتت انتباهه على الفور ، قرر أن يقترب منها ويتعرف على هذه المرأة الغامضة التي دخلت ذهنه.

قال لها بصوت منخفض وجذاب وهو يقترب منها ببطء :" مساء الخير هل يمكنني مساعدتك بشيء" .

نظرت إيلا إلى الرجل الذي يقف أمامها . كان وسيماً وقويا لكن شعرت بشيء في عينيه يخبرها بأنه ليس كأي رجل آخر ، أحابت بنبرة هادئة وحذرة " مجرد شراب شكراً " .

أبتسم آندرو ابتسام خفيفة وقال " هل أنتي جديدة في المدينة؟ لم أراك هنا من قبل ".

قالت إيلا وهي تنظر إلى عينيه مباشرة " نعم أنتقلت مؤخراً نظراً إلى عملي بمجال التحقيق أبحث دائما عن قصص مثيرة للاهتمام " قام آندرو بأعطائها بطاقتة مُمثلاً مساعدتها وغايتة الأقتراب منها .

ولم يكن يعلم آندرو ان هذه المحققة الشابة ستكون المفتاح لتغيير حياته ولم تكن إيلا تعلم أن اللقاء هذا سيكون بداية لسلسلة من الأحداث التي ستقلب عالمها رأسا على عقب.

ومع مرور الوقت بدأت إيلا تجمع المزيد من الأدلة وتقترب من الحقيقة بينما كان آندرو يراقبها عن كثب ويشعر بشيء غير مألوف ينمو بينهما .

كانت إيلا تقضي ساعات طويلة في البحث والتحليل تتبع خيوط الجرائم التي ارتبطت بعصابة المافيا ، كل دليل جديد كان يقودها خطوة أقرب إلى آندرو ، وكانت تشعر بأن هناك لغزاً أعمق مما يظهر على السطح . كانت تجلس ليلاً في مكتبها الصغير تدرس الملفات والصور تحاول ربط الأحداث بعضها ببعض ، شعرت بأن هناك رابطاً غير مرئي يربط بينها وبين هذه الجرائم ، وكأن القدر يقودها نحو مواجهة لا مفر منها .

وفي نفس الوقت كان آندرو يراقب تحركاتها ، كلما أقتربت إيلا من الحقيقة كلما زاد فضولة نحوها كان يرى فيها شيئاً لم يجدك في أي شخص آخر ، شجاعة وإصرار يذكرانة بنفسة عندما كان أصغر سناً وبينما كانت إيلا تتعمق في التحقيقات كان آندرو يلاحظ تفانيها وشغفها بالعدالة.

وفي أحد الايام بينما كانت إيلا تعمل بحد في مكتبها كعادتها ، تلقت رسالة رسالة مثيرة للاهتمام. من شخص مجهول تحتوي على معلومات جديدة قد تكون مفتاحاً لكشف الحقيقة شعرت بإثارة وخوف في آنً واحد . وقررت أن تلتقي بالمرسل في مكان عام للحصول على المزيد من التفاصيل.

وعندما وصلت إلى المكان المحدد ، تفاجأت برؤية آندرو ينتظرها ، تقدم نحوها بخطوات واثقة وقال " أعتقد أن لدينا حديثاً طويلاً لنخوض فيه يا إيلا "

في تلك اللحظة أدركت إيلا أن حياتها لن تكون كما كانت ، لأن القصة أنتقلت إلى مرحلة جديدة.

Like + Comment 🌷.