فراغ 1

2 0 0
                                    

بحثت عنك بين الحشود ولم أجدك ، بحثت عنك في اماكننا المعتادة،  لكنني لم أجد طيفك يحوم حولي .. وهل كان يوما بجانبي أم أن جانب ذكرياتي متسم بشيء  من الوهم أكثر منه حقيقة ..
أكنت حالمة أبحث عن السراب بين الحشود في الأسواق والاماكن التي تذكرني بك ..
أكنت  يوما إنسان أم طيف أدخل البهجة والسرور إلى قلبي .. وإختفى عن الوجود كأنه لم يكن قط ..وهل كان يوما موجودا ..؟ وأليس من العدل أن تكون لكل بداية نهاية هادئة ..سعيدة .. حزينة ..
لما نهايتي لا أجد فيها صفاحتها الأخيرة .. لما لا أستطيع أن أجد تلك الصفحات التي كان يجب أن تكون ممتلئة عن أخرها .. لما أنا الوحيدة التي ظنت أن ذكرياتنا السعيدة حقيقة ..

لما أنا الوحيدة التي ظنت أن للسعادة طعم لتجدها وهم العقل الباطن ..
ليس عادلا أن أقيد بذكريات لم تلمس أرض الواقع يوما ..
ليس عادلا أن أعيش في خوف الفرقان مرة أخرى ، وأنا لم أذقه يوما  .. ليس من العدل أن أتخبط بين الأمواج بينما لم أرى البحر يوما ..
ليس من العدل أن أنسى ماكنت أريد كتابته وقلبي يفيض بشتى العبارات .. وفي عقلي ضجيج مزعج ..
ليس من العدل أن أتخبط بين الغضب والحزن والنسيان ومن ثم الغضب والحزن والنسيان ..
أكنت واهمة لتلك الدرجة..؟
أريد العودة أربع سنوات للوراء .. أريد أن أصفع نفسي وأجلدها حتى تفيض عيوني وتجف ..

أجد أن نسيم الفجر بدأ يهدؤني ..
نسيت مخارج الحروف وطريقة كتابتها .. أنا التي لم تنفك يوما عن الإسترسال في التعبير دون إنقطاع كأنني أخيط كتابا خوفا من تلاشي الحبر  مع مرور الزمن  .. أم أنني لم أكن يوما كذلك ..
أجد أن مشاعر الحزن تغمرني .. مشاعر غريبة لا أدري من أين أتت .. تفيض بدون إنقطاع .. أشعر وكأن قلبي حل به فيضان مهول .. يعتصر المسكين  ألما وأنا لا أدري ما الذي يشغله ويجعله يتألم هكذا ..
كم هو حقير فقدان الخيط وسط القش ..

H.N

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 12 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

من المهد إلى اللحد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن