خرج صوت أحد الشباب الساخر والذي جعل يعقوب وطاقم العمل يستفيقون من صدمتهم، ليقول وهو يرشق رِفقة بنظرات محتقرة:-
- ودي طريقة جديدة لجذب الأنظار ولا أيه!!
لتكوني مفكرة نفسك ظريفة ولا حاجة..رنّ صوت ضحكات أحد الشباب المختلطة بالفتيات المُجلجلة لتقول إحداهنّ:-
- شكلها شبه المهرجين..- قصدك الشحاتين!
- أنا مش عارف إزاي سمحوا لواحدة زي دي تدخل مكان محترم زي ده..!
- تلاقيها داخله تسترزق يا ابني، يا عمّ الأشكال دي كترت أووي، والمشكلة إنها عاملة نفسها عامية، الناس دي مش خايفة ربنا يبليها بجد..!
اختلط لغط الجميع بينما رِفقة فكانت تقف بالمتتصف تشعر أنّ العالم يدور حولها، لا تفهم ما الذي يحدث!!
وهل هي المقصودة بهذا الحديث..؟!
إذًا لماذا!!
لماذا يقولون مثل هذه الأشياء الجارحة..؟!
ارتجفّ قلبها وتجمدت دموعها وهي تقبض على عصاها لا تعلم كيف تتصرف! تشعر نفسها غارقة..بينما على الناحية الأخرى، كان هناك يــعــقـــوب..
شكّلت تلك الكلمات حلقة كانت تدور حول أذنيّه وبعقله، شعر وكأن خنجرٌ بارد يخمش بقلبه وهو يراها بمثل هذه الحالة..
حتمًا هو تصرف غير أخلاقي من أُناس نُزع من قلبهم الإنسانية والرحمة..
قبض على كفيّه حتى ابيضت مفاصله، ونفرت عروق عُنقه ووجهه وأعينه أصبحت تنضح نارًا أُضرِمت في قلبه قبل أعينه..حينها ركضت آلاء وبعض الفتيات التي تعمل بالمطعم نحو رِفقة المرتجفة، سحبتها آلاء للداخل برفق وهي تقول:-
- تعالي جوا معانا يا رِفقة..لكن قبل دخولهم زلزل كيانهم صوته الراعد صائحًا بهؤلاء المستهزئين:-
- برااا ...كلكم برا ومعدتش أشوف وش كلب فيكم هنا .... يلا إنتَ وهي...
دي أطهر من أي حدّ فيكم يا أعمى البصر والبصيرة..
فِكركم إنتوا كدا حاجة كويسة وظريف إنتَ وهو لما تقعدوا تنكتوا على واحدة إنتوا مش عارفين ظروفها .. أكيد حدّ عديم الإنسانية والرحمة زيكم هو إللي استغل حالتها...
يلا براااا وممنوع دخول المكان ده تاني؛ لأن دا مكان محترم زي ما قولتوا ومش بيدخله ألا ناس محترمة وراقية..وأخذ ينادي بعصبية شديدة:-
- عبد الرحمن ... طلع شوية المهرجين دول براااا..حرك عبد الرحمن المصدوم من ردة فعل يعقوب رأسه وأخذ ينفذ تعليمات يعقوب بسعادة من موقفه..
بالداخل كانت رِفقة تنكمش على نفسها وتبكي بإرتجاف وأخذت تقول بكلماتٍ مرتعشة:-
- آلاء بالله عليكِ فهمني في أيه .. يعني هما ليه كانوا بيضحكوا عليا وبيقولوا عليا الكلام الوحش ده .. قوليلي لو سمحتي في أيه..تمزق قلب آلاء وجميع الفتيات التي كانت بالغرفة، سحبتها آلاء بين أحضانها وظلت تربت على ظهرها بحنان قائلة:-
- ناس مريضة .. متشغليش بالك يا رِفقة .. والأستاذ يعقوب أخدلك حقك..