- بصي علشان متفهمنيش غلط يا رِفقة..
خلاص ابني جاي وطبعًا وجودك في البيت هيبقى غلط يا بنتي وهيسبب كلام الناس..
بس أكيد أنا مش هسيبك كدا.استمعت إليها رِفقة بهدوء لتُواصل عفاف حديثها:-
- إنتِ ما شاء الله أبوكِ سايبلك مبلغ كويس، وبصراحة في حاجة اتعرضت قدامي افتكرتك عالطول..
في شقة صغيرة كدا على قدك في مكان قريب مننا، يعني كام شارع كدا على الطريق..
وشقة لُقطة يا رِفقة هتفرحي بيها جدًا، صاحبها عايز يبيعها بالعفش وشقة راقية جدًا، هي أه صغيرة شوية بس شغالة..
أيه رأيك تشتريها..خيم الصمت على رِفقة قليلًا، لكن رفعت رأسها وقالت بقوة:-
- أنا موافقة يا طنط عفاف، دا فعلًا القرار الصح..انفرجت أسارير عفاف وشعرت بأن قلبها يرفرف بسماء السعادة، وهتفت بلهفة:-
- طب يلا بينا .. أنا عارفة محامي كويس هيكتبلنا العقد..تعجبت من تسرعها متسائلة:-
- دلوقتي عالطول كدا..قالت عفاف وهي تتحرك لترتدي ملابسها:-
- امال أيه، خايفة تروح علينا أصلهم مستعجلين عليها أووي ولها مشتريين كتير، مش بقولك لُقطة، إنتِ لابسه هدومك أهو، وأنا هلبس عالطول وننزل..قالت رِفقة ببعض القلق من فكرة العيّش وحيدة، فكيف لها أن تتأقلم، الكثير من التساؤلات يعجّ بها عقلها..
- طب مش نستنى خالي..أردفت عفاف مسرعة:-
- لا خالك أيه يا بنتي، خالك قدامه أسبوع على ما يجي من سَفرُه .. تكون الشقة طارت من إيدينا..
ومتقلقيش خالص يا رِفقة إنتِ زي بنتي وخايفة عليكِ، وأنا مش هتقطع من عندك.. هفضل رايحة وجاية عليكِ، إنتِ كدا كدا قريبة مني، هو يدوب شارعين بينا..
هأهتم بكل حاجة تخصك دا إنتِ بردوه أمانة الغاليين...
بس في مشكلة دلوقتي..أردفت رِفقة بغفلة عمّا تنويه تلك الأفعى لها، وقد انطلت تلك الحيلة عليها وانخدعت في نعومة جلد تلك الحيّة..
- في أيه يا طنط .. مشكلة أيه..قالت بمكر بنبرة حنون:-
- والله يا بنتي كان بوِدّي لو حيلتي حاجة كنت قدمتهالك بس إنتِ عارفة إللي فيها..
بما إننا هنكتب العقد فلازم ندفع الفلوس، يعني لازم تسحبي الفلوس من الفيزا..ابتسمت لها رِفقة وهتفت بينما عقلها بدأ يرسم لها أنها ستحيا بمنزل دافئ هادئ وستجاهد لتتعلم طُرق التكيّف مع حياتها الجديدة..
- مفيش مشكلة الفيزا معايا وإحنا هنكون سوا، هقولك على الرقم السري وإنتِ اسحبيهم قبل ما نروح...اتسعت إبتسامة تلك الشيطانة وقالت بطيبة مصطنعة:-
- على بركة الله يا بنتي...وولجت للداخل ليسحبها كلًا من شيرين وأمل داخل غرفتهم وتبادر شيرين تتسائل بحقد:-
- هو إنتِ هتروحي تشتري الشقة فعلًا..!وقالت أمل بعدم فهم:-
- فهمينا إنتِ ناوية على أيه.!انبلجت إبتسامة شيطانية على فم عفاف وقالت بغموض:-
- اصبري عليا ... مفاجأة من العيار التقيل..
بس أهم حاجة على ما أنا أرجع تجهزوا شنطة هدومها علشان هتغور بكرا..