-"متسبنيش يا يعقوب"جملة تتكرر بعقله دون رحمة، تُخبره أن هناك شيء سيء أصابها فكانت تزداد حِدته على تلك الشيطانة عفاف وتزداد قتامة نظرته...
نطقت عفاف برعب:-
- هقولك ...هقولك العنوان..وأخذت تُدلي به وفور إنتهاءها انحنى يعقوب نحوها وردد من بين أسنانه بنبرة نارية محذرة:-
- شكلك ولية مش سالكة، تعرفي لو عرفت إنك لكِ دخل بأي ضرر مسّها هيحصلك أيه!!
قولي على نفسك يا رحمن يا رحيم ومبقاش يعقوب بدران لو مدفعتكيش التمن غالي وغالي أووي كمان...وركض يقفز لأسفل مسرعًا ليُقابله عبد الرحمن الذي أتى بعد أن حدّث يعقوب عندما أخذ العنوان وأخبره أن بالفعل رِفقة غير متواجدة بمنزل خالها وأنها انتقلت لمنزل آخر..
كان بصحبته كُلًا من آلاء ونهال صديقة رِفقة والتي أخذت تتواصل مع آلاء لمعرفة أخبار رِفقة..تسائل عبد الرحمن بقلق:-
- هاا عرفت العنوان..!!قال يعقوب وهو يركض باتجاه سيارته:-
- أيوا...سار خلفه عبد الرحمن وشرع يجلس بجانب يعقوب وهو يقول للفتيات:-
- يلا يا بنات أكيد رِفقة هتحتاجهم...جلس الفتيات بالخلف لتُسرع نهال تقول ببكاء وقلق:-
- هي هتكون كويسة صح .. إزاي يسبوها كدا لوحدها في مكان غريب، أنا كنت عارفه إنهم بيكرهوا رِفقة ومش سالكين بس رِفقة عمرها ما اشتكت وكانت بتحبهم وتقول دول عيلتي..
حسبي الله ونعم الوكيل فيهم، ربنا ينتقم منهم، بقالها يومين أهو لوحدها يا عالم حصلها أيه وحالها إزاي .. ويا حبيبتي موبايلها مقفول وأكيد لا تعرف مكان الشحن ولا مكان حاجة..
أنا غلطانة أنا قصرت معاها اليومين دول بس والله غصب عني...أردفت آلاء بحزن وبكاء صامت:-
- الغلط عندي أنا .. هي قالتلي إنها هتنقل لشقة جديدة بس راح عن بالي غير إن مصدقتش إنها ممكن تنقل الشقة عالطول بالسرعة دي..
يعني بعد ما قالتلي عالطول، لو كنت أعرف كنت
روحت معاها على الأقل..كان حديثهم يهبط على قلب يعقوب كأسواطٍ من نار، تفاقم غضبه ليشعر بقبضة قوية تعصر قلبه وتزداد سرعة السيارة وهو يقبض على المقود بشدة حتى ابيضت مفاصله...
بعد قليل وصل يعقوب ومن معه عند تلك المنطقة التي وصفتها عفاف لهم وبالأخصّ أمام تلك البناية المتهالكة، كانت منطقة عشوائية قديمة، ولم يطيق يعقوب إنتظارًا وأخذ يركض مسرعًا فوق الدرج قاصدًا الطابق الخامس وخلفه كلًا من عبد الرحمن وآلاء ونهال صديقة رِفقة...
وبالفعل وجد نفسه أمام الشقة، بل ليست شقة إنما زائد ضيق بسطح البناية، تدفق الرعب بقلب يعقوب وأخذ يطرق على الباب يقول بلهاث:-
- رِفقة ...رِفقة إنتِ سمعاني ... افتحي الباب...في هذا الحين كانت رِفقة منكمشة فوق نفسها بوسط تلك المياه بين الوعي واللاوعي وقد أصبحت على وشك فقدان الوعي، وأخذت تهلوث:-
- لا ...لا .. أكيد هما جايين يإذوني..أنا مش هفتح.. يارب احميني منهم .. هما جايين يإذوني..