تربد وجه يعقوب بالغضب ونطق بنبرة خطيرة جحيمية:-
- الولية دي شكل دماغها هبت منها على الأخر ومحتاجة تتربى وتتعلم الأدب..
بس هي معذورة يا كريم .. هي لسه متعرفش بتتعامل مع مين، ومين يعقوب!!نطق كريم يُحذره:-
- يعقوب أتصرف بحكمة وبلاش تسرع علشان ميوصلش لبيبة بدران حاجة من الدوشة دي، أنت ناسي إن الست دي ذكرت اسمك في قسم الشرطة ولو اتسربت معلومة من دي أكيد هتوصل للبيبة بدران..صرخ يعقوب بتفلت أعصاب حتى وصل صوته للفتيات ليُخرجهم من صدمتهم:-
- ولا تهمني لبيبة بدران ولا غيرها إللي عنده حاجة يعملها أنا خلاص شبعت من عميلها...قال كريم يُهدئه:-
- طب اهدى اهدى وخلينا نحلها سوا...
قولي إنت عايز حاجة أعملها دلوقتي..أردف بوعيد من تحت أنفاسه اللاهبة:-
- الولية دي متطلعش من مركز الشرطة ألا ما أنا أجي ... أنا جاي حالًا..عند رِفقة التي تسمرت تُردد بصدمة:-
- مش فاهمة .. يعني أيه الحساب فاضي!!قالت نهال بحزن:-
- للأسف يا رِفقة الحساب مسحوب منه كل الفلوس ... احكي أيه إللي حصل معاكِ الفترة الأخيرة .. لأن المبلغ ده كبير مينفعش يتسحب من الماكينة مرة واحدة وفي يوم واحد، أكيد عفاف عملت مكيدة تانية..قالت رِفقة بتيهة وأعين باهتة والحزن يمور بداخلها بينما تتذكر الأحداث الأخيرة التي حدثت معها:-
- أنا معرفش .. معرفش حصل أيه .. هي بعد ما كلمتني وقبل ما نروح الشقة .. روحنا البنك وهي قالتلي هنسحب الفلوس بتاعة الشقة إللي كانت ٢٥٠ ألف بس ... وبعدين صاحب الشقة قالي إن الشقة إيجار مش تمليك .. قولت يمكن هي مرضتيش تقولي إنها إيجار ووفرت الفلوس والمهم إنها خلصت مني وخلاص..
أنا وثقت فيها وعطيتها الرقم السري بتاع الفيزا، ماشي تكرهني وأبقى عِبء عليها لكن إنها تضحك عليا وتاخد الفلوس إللي أهلي سايبنها ليا وهما عارفين إن لا أملك غيرها وبصرف منها لأن لغاية دلوقتي مفيش شغلانه بتقبلني..اشتد حزن كلًا من آلاء ونهال بينما يعقوب الذي وقف على مقربة منهم يستمع لما يدور وقد صُبّت النيران في دمه، ومزق الألم قلبه لما حدث لِرفقة..
بينما طفقت نهال تتسائل:-
- طب مش فاكره هي خليتك تمضي على حاجة يعني أي أوراق..أخذت رِفقة تعود بذاكرتها للخلف وهي تشعر أن الأرض قد ضاقت عليها بما رحبت لتُسرع تقول بينما تساقطت من أعينها دموع الأسى:-
- أيوا .. هي في وقت قبل كدا كانت جابت كام ورقة وقالتلي إنهم إجراءات يخصوا بابا وماما ولازم أمضي عليهم .. أنا عمري ما شكيت فيهم خالص .. أنا وثقت فيهم .. ليه عملوا معايا كدا..احتضنتها نهال بحنان وأخذت آلاء تمسد على ذراعها..
قالت نهال بحرقة تحرق جوفها:-
- حسبي الله ونعم الوكيل، ربنا ينتقم منها يارب..