بسم الله الرحمن الرحيم
_____________انتفضت ليا دافعةً سراجاً بكلّ قوتها بعيداً عنها ، ثم التفت لتقابل الباب وتجد محمود ينظر لهما بنظرةٍ خبيثة. ابتلعت هي ريقها قلقاً من نظرته التي لا تبشّر بالخير ، لكن سراج دافع بغضبٍ يوجّه حديثه نحو الماكث أمام الباب بحدّة:
" كيف تدخل لغرفةٍ هكذا؟! ، ألست تعرف بأنه يجب عليك طرق الباب؟ "رفع محمود حاجباً مستهتراً بحديث الآخر ، وأجابه بابتسامةٍ لعوبّة:
" دعك من هذا الآن يا صهري ، مالذي كنتما تفعلانه؟ "جزّ سراج على أسنانه وقد فارت فورته متوجهاً نحو محمود بغضب حاول السيطرة عليه ، فهو لم يكن يطيق أحد هذين التوأم منذ البداية بلا سبب ولم يكن بحاجة لأسباب حقيقية أصلاً. وقف نحو الأصغر منه سناً والأقصر قامة بكثير يحاول أن يهدّأ من فورته ويتعامل مع الأصغر بلين. خاطبه كأنه يحدث طفلاً حتى يذكره بفرق العمر بينهما:
" محمود ، أولاً لا تدخل لمكانٍ قبل أن تطرق بابه. وثانياً.. "
التفت مشيراً باصبعه إلى ليا التي تراقب بصمت ، ثم تابع:
" ليا زوجتي شرعاً وقانوناً وحتى أمام خلق الله ، ليس لك الحقّ في التدخل بيننا. كما أننا كنا في غرفة مغلقة داهمتها من غير أن تطرق الباب ، فراقب حديثك مع من هم أكبر سناً منك يا ولد "
أنهى حديثه بنبرة أكثر خشونة وتحذيراً ، بدا قاسياً كثيراً ولم يتساهل مع وقاحة الصغير.
ارتعش قلب محمود خوفاً من نبرة سراج القوية التي يراها منه للمرة الأولى ، لكنّه تظاهر بعدم الاكتراث والشجاعة فابتعد عائداً من حيث أتى قائلاً أثناء رحيله بترفعٍ حاول من خلاله التظاهر بالقوة:
" على أي حال ، طلبت مني والدتي تعجيلكما لنقل المتبقي من الأطباق "ثم مشى حتى اختفى عن أنظار سراج الذي أغلق الباب والتفت نحو ليا ، كانت تراقبه بصمت وقد نال إعجابها ما فعله ذو الجبيرة قبل قليل لكنها لم تظهر ذلك بل استمرت بالمراقبة من غير إبداء أي تعابير ، توجه الآخر نحوها بهدوء ثمّ نطق هامساً سمعته هي وأحاط خصرها بكفّه السليم:
" إذاً ، مالذي كنّا نتحدث عنه؟ "مثله تماماً ، كانت نبضات قلبها السريعة لا تطاق ؛ لذا دفعته بخفّة واتّجهت نحو أطباق المخلّلات توزعها على طاولة الطعام بتساوٍ وتركته يراقبها من مكانه ويحاول ألّا يلعن محمود في داخله. وفور أن فرغت الأخرى حملت الصينية الفارغة بيدها ومشت عائدة نحو المطبخ ، قلّب عينيه غضبا فمن الواضح أنه كان ينوي الحصول على أمرٍ ما منها لكنه تبعها هو بعد هنيهة متململاً.
" ما كلّ هذا التأخير؟! "
صرخت بهما إسراء فابتسمت ليا بإحراج واعتذرت فوراً:
" أنا آسفة أمي "فور نطقها لتلك الكلمات حتى تحوّلت ملامح إسراء الغاضبة إلى أخرى مستلطفة وتوجهت نحو ليا تقبّل وجنتيها بكلّ قوتها كالعادة ونطقت بين قبلاتها لليا الضاحكة:
" لا بأس يا حلوتي أنتِ تأخري كما تريدين ، لقد كنت أوبّخ سراج أصلاً "
أنت تقرأ
الآنسة الخطابة || The Miss khattaba
Lãng mạn" لطالَ ما كانت هيَ تُزوّجُ الناس .. الشباب والشابّات ، وتسعى في استقرارهم و طمَأنينتهم ، ولم يَخطر على بالها يوماً أن يحينَ دورها .. وأن تكون هيَ العروس القادمة. حتّى جائها ذلك الشاب يوماً ما ، طالباً منها أن تبحث له عن عروس ، كما يفعلُ جميع الشبّا...