استمع يعقوب لإستغاثتها به لينتفض جسده وهو يترك ما بيده بإهمال وسعى إليها بتلهف مشوب بالوجل..
وقف أمامها وهو يرى إنكماشها ليقترب منها يحوي ذراعيها متسائلًا بهلع:-
- في أيه .. مالك يا رِفقة..!تشبثت بذراعه وهي تُحرك رأسها بينما تضم ساقيها ملتفتة حولها:-
- يعقوب .. في حاجة هنا، في حاجة كانت بتتحرك على رجلي .. حاجة ناعمة!!التفت يعقوب ينظر للأسفل بترقب وحرص وأخذ يبحث بجوانب الغرفة حتى تيبس وهو ينظر باندهاش لهذا الضيف المتطفل، انحنى وقد انشرح صدره واتسعت إبستامته، ثم بحذر التقته قبل أن يقفز هاربًا...
وقف أمام رِفقة يُمسد فوق جسده بنعومة وقد تفجرت بداخله ذكريات مليحة..
أخذ يد رِفقة بحنان يضعها فوق فروه الناعم وهو يقول:-
- دا ضيف جديد يا رِفقة...تحسسته رِفقة بحذر حتى وصلت إلى أذناه لتصيح بحماس وهي تجذبه من بين يديّ يعقوب تحمله بحنان:-
- أرنب...أجابها بمرح:-
- شطورة..قالت هي بحماس وسعادة ظاهرة:-
- وأنا صغيرة كان عندي هوس بالأرانب البيضا لدرجة إن ماما وبابا بدأوا يربوهم وكان عندنا كتير جدًا ... أنا مكونتش ببطل ألعب معاهم وكان عندي أصحاب كتير أووي منهم...
رينبو .. وتوتو .. وأطلس .. ومادي .. وأزل..ضربت الدهشة عقل يعقوب لتلك الومضات المتشابهة معه جدًا وشعر بالسعادة والامتنان لرؤيتها بهذا الحماس والفرح...
ابتسم بحنان وهو يرى حنانها على هذا الأرنب الرقيق ذو اللون الأبيض النقي، استمع لها وهي تقول بحماس بينما تتحسس الأريكة لتجلس فوقها...- بص إحنا هنخليه معانا ونربيه ونهتم بيه، كمان أنا أخترت اسمه .. هنسميه رينبو .. أيه رأيك..
حرك رأسه وقال بإيجاب بينما يجلس بالقرب منها:-
- اسم جميل .. أكيد موافق يا رِفقة..توسعت إبتسامتها بفرح ومدت يدها على استحياء تُمسك كفه لتنفجر مشاعر كامنة بقلب يعقوب لتلك المبادرة وتعلو وتيرة نبض قلبه وهو يسمعها تقول بغبطة وانشراح:-
- حقيقي أنا عيشت أجمل يومين في حياتي، إمبارح والنهارده ... واليومين دول حققت فيهم كتير من أحلامي..
الفستان الأبيض..المُرجيحة .. زهور الأقحوان .. وكمان جربت الطبخ وطبخنا سواا .. وفي الأخر الأرنوب ريبو...
أنا حاسه إن اليومين دول خففوا أي وجع شوفته قبل كدا..وواصلت تهمس بمشاعر تترعرع بجنبات قلبها:-
- لقد قيل أنه عامٌ فيه تُغاث القلوب، وقد تمت الإغاثة لقلبي بلُقياك، ورؤياك، لا تستعجب فأنا أملك من هو أثقب في الرؤية من نور عيني،
وهو نور قلبي....ثباته أصبح كرمادٍ أشتدت به الريحُ في يومٍ عاصف، فار قلب يعقوب واحتلته القشعريرة من كلمات كانت بمثابة مفاتيح لأبواب النور التي انقشع لأجلها جميع الظلام الذي لاقه...
زلف منها وكوّب وجنتيها الدائرتين القطنية الملمس يتحرك بإبهامه فوق تلك الحُمرة اللطيف بحنان وهمس لها بمشاعر مُتأجحة:-
- أنتِ الشمس التي انقشع لها ضباب الأسى بطيات قلبٍ مكلوم، تعاهدتِ مطاردة الدُجى لآخر خيط حتى انبلج الضياء يُشرق بإزدهاء مرةً أخرى بفؤاد محروم الإحسان بالتَحْنَإن...