أفاقت (ناريج) ليلاً في مكان هادئ و مفتوح كان أشبه بالصحراء لوساعته فنهضت ببطء ورأت أمامها رجلان جالسان فقالت وهي تحاول تذكر ما حدث لها :
-أين أنا ؟
نهض (غربان) بسرعة و حاول مساعدة (ناريج) بالنهوض
و لأنها كانت مليئة بالجروح البليغة و الندوب واجهت صعوبة في ذلك وعندما تذكرت ما حدث لها و ما يحدث فزعت وابتعدت عنهما وقالت :
-من أنتما؟!
(غربان) :
-لقد كنت فاقدة للوعي في الكهف و أنا فقط أخرجتك من هناك
نضرت (ناريج) للمارد وقالت :
-و من هذا الجني ؟
ابتسم (غربان) وقال :
-كيف علمت؟ .. هل أنت ساحرة؟
-وماذا تظن ؟
قاطعها المارد قائلا بغضب :
-أنا لسن جني.. أنا مارد ايتها الغبية!
اقترب منها (غربان) وقال :
-ماذا كنت تفعلين هناك؟
(ناريج) وهي تنضر للأفق :
-أمر معقد يحتاج وقتا طويلا لشرحه
(غربان) باستغراب :
- هل كنت تنوين الذهاب للتنين ؟
نضرت (ناريج) ل (غربان) و ضحكت بقوة وقالت :
-بل قل كنت سأصبح فريسة للتنين!
ثم قالت وهي تهم بالرحيل :
-على أي حال.. شكرا لكما على مساعدتي
بدأت (ناريج) تعرج وهي تبتعد عنهما .
(غربان) وهو يلحق بها :
- هل أذهب معكِ؟
(ناريج) دون أن تلتفت:
-لا داعي!
استمرت (ناريج) بالمشي بعيدا عنهما لكنها واجهت صعوبة في ذلك لأنها كسرت من كوعها فحاولت التوازن لكنها سقطت على الأرض فصرخت و بعد ذلك جرى (غربان) ناحيتها و حملها على ظهره و قال:
-أين تسكنين؟
(ناريج) بعصبية وهي تضرب على كتفه :
-انزلني!
(غربان) متجاهلا :
- من الواضح أن كوعك قد انكسر!
(ناريج) و هي تزفر بخيبة أمل :
- أشعر بالألم في كامل رجلي اليسرى!
(غربان) وهو يتقدم :
-سآخدك لطبيب أعرفه في «الهاشمية»
- في بابل؟
(غربان) مبتسما :
-نعم
- لا أريد شكراً
لم يصغ (غربان) لها و أمر المارد بانتظاره و بدأ بتمتمة بطلاسم غير مفهومة لتقول (ناريج) وهي تحاول الفهم :
-ماذا تفعل؟..هذه لسيت طلاسم الانتقالـ..
و قبل أن تكمل وجدت نفسها أمام منزل كبير
(ناريج) بصوت منخفض / هل هذا منزل الطبيب؟
(غربان) وهو ينزلها من على ظهره : نعم
ثم طرق الباب ثلاث طرقات ، ليخرج شاب هزيل البنية شاحب الوجه نضر اليهم وقال :
-من المصاب؟
(غربان) :
- أين (كعل) ؟
- في الداخل .. ومن أنت الذي تسأل عنه؟
-أخبره بأن (غربان) يحتاجه
(الشاب) وهو يشير بنضره ل (ناريج) :
-ومن هذه ؟
(غربان) وهو يحاول اخفاء عصبيته :
-قلت لك اخبر (كعل) بأنني هنا..هيا!!
دخل (الشاب) للمنزل بينما قالت (ناريج) :
-من (كعل)؟
(غربان) مبتسما :
-الطبيب
- وهل يقرب لك؟
(غربان) وهو يزفر بهدوء :
-انه صديقي
في هذه اللحضة خرج الشاب وقال مرحبا بهما :
-(كعل) في انتظاركما تفضلا..
دخل (غربان) وهو ماسك بيد (ناريج) التي رفعت رجلها اليسرى و بدأت بالقفز برجلها اليمنى وبعد أن أرشدهم الشاب لغرفة الطبيب عانقه (غربان) بقوة فقد كان (كعل) من أعز الأصدقاء لذا (غربان) وكانت (ناريج) فرصة لملاقاتهم من جديد .
كانت غرفة الطبيب تحوي سريرا أبيض يخص المرضى و بعض أدوات الجراحة التقليدية .
(كعل) وهو يفحص جسدها بالكامل : علاجك سيستغرق أسبوع تقريباً .
(ناريج) باستغراب : لماذا؟
-اصابتك خطيرة نوعا ما !
(ناريج) بقلق :
-انها مدة طويلة!
-لكنها كافية لسلامتك!
(ناريج) وهي تنضر ل (غربان) :
- أنا آسفة .. يجب أن أذهب لأختي الصغيرة فهي تحتاجني!
-دعيه يشفي قدمك على الأقل!
-كم سيستغرب من الوقت؟
- مجرد ساعات قليلة!
استلقت (ناريج) على السرير وبدأ الطبيب بعلاجها في حين خرج (غربان) وبدأ بتمتم طلاسم انقله للمارد فوراً
(المارد) : أين كنت؟
(غربان) مبتسما : عند الطبيب
(المارد) وهو يتقدم أمامه متجها للكهف :
-رأس الزعيم أمام بوابة الكهف
(غربان) بعصبية :
-وماذا لو أخذه شخصا أخر؟!
(المارد) دون أن يلتفت :
-لا تخف!!
تبعه (غربان) بسرعة و بعد قطعهما مسافة قصيرة كان أمام البوابة رأس الزعيم فأخذه (غربان) و قال للمارد بابتهاج:
-يبدو أنني سأحصل على ترقية!
(المارد) متجاهلا :
- اصرفني .. لقد اتممت طلبك الأول
(غربان) بنضرة ثاقبة : ما اسمك؟
-وما شأنك في اسمي؟
-أنا فضولي فقط.. من قلة الصواب أن أصرفك دون أي معلومة عنك وكأنك عبيد!
(المارد) بخبث :
-أنت تعلم اسمي جيدا و تعلم من أكون من خلال الكتاب الذي حضرتني به.. ومن يجيد التحضير به فقط السحرة المتمكنين !
ثم سكت وقال :
-لكن لا بأس سأخبرك
ثم وضع يده على كتف (غربان) وقال :
-(زوندر).. اسمي (زوندر)
(غربان) وهو يتمتم بطلاسم غير مفهومة : وداعا (زوندر)
وفي لمح البصر اختفى المارد واختفى بعده (غربان) .