كانت الشمس قد أشرقت بالفعل عندما غادرا ذلك المنزل الصغير ، فالرئيس ظل نائماً ست ساعات تقريباً قبل أن يستفيق من كابوسه .
مشيا بهدوء بحثاً عن أي طرف خيط يدلهما على المدينة ، فالإشارة هنا منقطعة كلياً و لا سبيل لطلب المساعدة عبر الهاتف .
و طول فترة مشيهما كان الصمت سيد الموقف بينهما ، يخالجها إحساس لا تعرف ماهيتها بينما تتذكر كلماته و تصرفاته اللطيفة معها ، تتورد تلقائياً لتلك الذكريات التي و لسبب ما أسعدتها بشدة ، قلبها ينبض بصخب لهذا الرجل الوسيم الذي يرافقها ، كونها اضطرت لكبح المراهقة داخلها طيلة فترة عيشها مع والدها .
مشاعرها الان تنضح و تتدافع بداخلها لدرجة انها فقدت السيطرة عليها ، لما هو يعاملها بلطف طالما ليس معجباً بها ؟ و كيف السبيل لأن لا يعجب بها اصلا و هى بهذا الجمال ؟! هذا ما فكر به عقلها البريء بينما تسير بصمت الى جانبه .
عنه فالهدوء من طبعه ، و كابوسه عكر صفو مزاجه بحيث لا نية له في التحدث معها و مسايرتها خاصة و أنها كثيرة التذمر و الثرثرة بنظره .
و لم يطل مشيهما الى أن لمحا رجلين يبدوان انهما قرويين تقاطع طريقهما مع الرئيس بشكل ما .
ملابسهما تقليدية قديمة متلوثة ببعض الأتربة ، احدهما يرتدي قبعة قش بينما يحمل دلواً ما بين يديه ، و الاخر على ظهره سلة كبيرة مصنوعة من ضفائر القش يمسكها بإحكام و كأنها حقيبة ظهر .
ابتسم الرئيس بجانبية ابتسامة صغيرة جدا لم تلحظها الاخرى .
فقد كانت عينيها تلمع ببراءة بعد أن ظنت أنهما سبيل لوصولهما الى المدينة !
" من أنتما ؟!"
اردف مرتدي القبعة ببعض العدونية يناظرهما باستغراب فلا يبدو عليهما انهما من اهل قريته كما و أن وجهيهما غير مألوفين أبداً بالنسبة له ." لقد تعطلت السيارة بينما نحن ذاهبين الى المدينة "
تحدث جيون برزانة و هدوء ، رغم شعره المنكوش و ملابسه المغطية بالدماء الى ان ملامحه الجدية للغاية استطاعت جعلهما يصدقان ." هل ترغبان بالمساعدة ؟!"
نبس صاحب السلة بعد أن انتبه للحسناء الوافقة بجواره ، يريد أن يبين نفسه في أجمل صورة أمامها ، ليس و كأنها ستنظر اليه .و جيون لم يكن غبياً كي لا ينتبه لذلك .
" سيسرنا ذلك "
تحدث بهدوء ، بينما الاخرى تشابك اصبعيها ببعضهما ببعض التوتر ، هى لا تعلم لما ينتابها شعور سيئ حيالهما .و لكن ليست بيدها حيلة ، فقد اقترحا أن يأخذهما الى زعيم قريتهما كضيفين ، و هذا سخاء كبير و جميل لا يمكنها رفضه .
اتبعتهم بهدوء رفقة جيون ذو الملامح الجادة على الدوام ، الى أن وصلوا الى قريتهم الصغيرة التي يغلب عليها الطابع البدائي ، الاسواق المكتضة بالمشتريين و اصوات البياعين المرتفعة بينما يعلنون عن بضائعهم ، المنازل الصغيرة المبنية على الطريقة التقليدية ، كلها أشياء قديمة تراها لوريا للمرة الاولى و هذا ما جعلها تفتح فاهها بذهول بينما عدستيها الفضوليتين تجوبان المكان بمحاولة لاستكشاف الاشياء من حولها .
أنت تقرأ
زَهـْـــرَتـِـــي || J.JK ⛓️
Romance[ 𝐑 𝐨 𝐦 𝐚 𝐧 𝐭 𝐢 𝐜 𝐜 𝐨 𝐧 𝐭 𝐞 𝐧 𝐭 ] رُبـَمـَا كـَانـَتْ مُـجـَرّدَ صُـدْفـَةٍ لـَعِـيـنَـةٍ أو ذَنـْبًـا آثـِمٍ أيـًا كـَانـَتْ لا تُـهٍمـُنـِي ! خَـطَـأي الـوحـِيـدُ أَنّـنَـي رَكِـبـتُ فِـي الـحَـقِيـبَـةِ الـخَـلفِـيَـةِ لسَـّيـَارَ...