part 26

46 7 38
                                    

الرحلة لا تزال فردية في معترك الحياة ، لا سند ولا صديق ، لا روح قريبة ولا مساعدة فمنطلق حياة الافراد وحدة وهذا ما ايقنتُ به في احد مراحل الشباب وفي أوجع الاشتعال فهل من مغير ؟ .

صرخة عالية صدرتْ عن ثغري وانا انهض بارتعاد من موضعي ، عيناي متوسعة خوفاً وفاهي متفرق لنفس سريع مضطرب اعتلالاً، حنجرتي متيبسة وقلبي ينبض اضعافاً عن الطبيعي ، سعلتُ بقوة وانا التمس وجهي بعد ان لاحظت سريري المتوسط والفردي ، اللعنة كم تاريخ اليوم ؟!!.

نهضتُ من السرير باقدام معتلة على اثرها تعكرتُ وسقطتُ على وجهي متوجعاً كـالكسيح ، نهضتُ ياستعجال بعد ان تأوهتُ باستعاب الى لين جسدي ورحتُ اتفقد التاريخ الورقي الذي على مكتبي الصغير وما أن فعلتُ حتى شهقتُ بقوة لنفس مجرور حنقاً .

ادرتُ راسي باتجاه الساعة متفقداً الوقت وهذا جعل الدم يخض في جثتي ، امامي عشرون دقيقة قبل ميعاد مقتل مارفيل الفعلي !!!.

جررتُ الهواء لنفس عسر مقلاً مشوشة صداعاً فاتكاً ورحتُ ابعد خصلات شعري عن نظري المخرب اثر اسندال جزء منها نحو مشاهدي الصابية ،  ابتعلتُ ريقي الجاف وانبريتُ اتجاهل سوء الاوضاع في جسدي منتفضاً نحو باب غرفتي باقصى سرعة .

نزلتُ الدرجات باسرع ما لدي ولم انتبه الى الحذاء المركون فرأسي نظم فكرة واحدة حينما وعيتُ ، الدائرة لا تزال مستمرة وكسرها يكمن في خنق الذابح ، غرستُ اقدامي بالثلج الحاد برداً  ، احسستُ به الا ان فكري مغيب بما فيه الكفاية للاهتمام بهذا الجانب ولا اعرف مقدار السرعة التي امتلكها ، الطاقة الكامنة او لعلها الحرقة والحقد الذي يشعل روحي المتقرفة ، ادركتُ سريعاً ان وقود حالتي ما هو الا غضب ناجم عن صرختي في ذلك الجسد الخاوي ، كيف اخمد لهيب اللسع الذي يدور في روحي ؟.

نفس عميق وغير واعي قد جررته عندما توقفتْ اقدامي امام باب منزل مارفيل ، لم انتظر رغم تشنج اطرافي مع الوجع الذي ينبه اياي حذراً وتقدمتُ مباشرة نحو الباب فتحته و وجد انه غير مغلق اساساً ،حالما خطتْ اطرافي السفلية الى العتبة الباهتة ، دون جهد سمعتُ صياحاً معترضاً مصدره لحن معلوم ومالوف بصورة وقحة ، تركتُ محيطي كاملاً عندما سحبتُ نفساً واسعاً ثانياً واتجهتُ مباشرة نحو المطبخ بخطى واسعة ، خفيفة  ، ناظرت الادراج بملل وفتحتْ احداهن بعد ان تخيرتْ بصبر وجدتُ مبتغاي دون بحث عميق، طرفها حاد ولامع بشكل مساعد ، كبيرة لتغرس وتقطع بها اللحم اللازم .

التفت مباشرة نحو الباب وخطيتُ بتان لاعصاب باردة نسبياً فلا اسمع صوتاً ولا اشعر بأي هالة مني ولا من غيري ، فقدتُ صوت اجهزتي الحيوية وانصب تركيزي نحو شيء وحيد فريد ، تلك الغرفة التي يصدر منها صوت مترجي ، مناجي وغير راغب لطفلة لم ترى النور بسبب حيوان على شاكلة بشري .

 -rivamika -Zeroحيث تعيش القصص. اكتشف الآن