الفصل الثاني ( المرأة الغامضه )

133 14 5
                                    

بدأت صباحي في انتظار زينة للذهاب معًا إلى مقابلة العمل المنتظرة في القصر الكبير. كنت أشعر بمزيج من الحماس والقلق. القصر كان يبدو وكأنه جزء من قصة قديمة، لا يمكن التنبؤ بما يخفيه من أسرار.

بعد فترة ليست طويلة، وصلنا إلى القصر. وقفنا أمام بوابته الحديدية الضخمة، وخرج حارس الأمن لاستقبالنا. كانت نظراته غريبة، ولكن لم أشك في شيء آنذاك. أدخلنا الحارس إلى البهو الواسع للقصر، حيث كانت هناك أجواء غامضة تعم المكان.

بينما كنا نسير داخل القصر، شعرت بأنفاسي تتسارع. في أحد أركان البهو، قابلت امرأة سمينة الجسم، بغيضة الشكل، وسمراء اللون. كانت تنظر إليّ بغضب شديد، ونظراتها أثارت الرعب في داخلي. حاولت تجاهلها، ولكن تلك النظرة لم تفارق مخيلتي.

"من تكون هذه؟" سألت زينة، مشيرة إلى المرأة التي كانت تقف في أحد أرجاء القصر.

نظرت زينة نحو المكان الذي أشرت إليه، لكنها لم ترَ شيئًا. "ما بك، سالين؟ اليوم لستِ بمزاجٍ رائق. ربما كنتِ تتخيلين."

أجبتها بنبرة غير واثقة، "نعم، أظن أنني لم أنم بما يكفي."

أخيرًا، وصلنا إلى الغرفة التي كانت تنتظرنا فيها السيدة العجوز، صاحبة القصر.

"أهلاً بكم في قصر آثليت. أنا آثليت، من فضلكم عرّفوني على أنفسكم."

كانت السيدة آثليت تتحدث بابتسامة جميلة تزين ثغرها، وكانت تبدو كأنها من طبقة راقية. جمالها الأخاذ وأناقتها جعلتني أنسى للحظة الشعور الغريب الذي سيطر عليّ في بداية زيارتنا.

كانت ترتدي فستانًا قصيرًا يصل إلى ركبتها، وشعرها مصفف بتسريحة جذابة. كنت متأكدة أنني لن أنسى هذا المظهر أبدًا.

بعد تقديم أنفسنا، بدأت السيدة آثليت بطرح بعض الأسئلة البسيطة التي لم يكن لها علاقة مباشرة بالعمل. ربما كانت تحاول معرفة شخصياتنا أو اختبار مدى توافقنا مع روح القصر.

"أنا سعيدة جدًا برؤيتكم. أتمنى أن أراكم مجددًا قريبًا." قالت السيدة آثليت وهي تودعنا، مضيفة أن الاتصال بنا سيتم قريبًا لتحديد خطواتنا التالية.

في طريق العودة، كانت زينة تثرثر بحماس عن القصر وعن رغبتها في العيش فيه أو على الأقل أن تصبح مثل السيدة آثليت عندما تكبر.

"فعلاً، مدام آثليت في غاية الجمال والرقي." قلت بزفرة، مستمتعة بالحديث الخفيف بعد التوتر.

"جميلة وراقية فقط؟ ألم تلاحظي صوتها الناعم ورقتها في الحديث؟" قالت زينة بابتسامة عريضة.

ضحكت، "نعم، لقد كانت مدهشة. لا يمكنني إنكار ذلك."

وصلنا أخيرًا إلى المنزل، وودعت زينة.
قضيت بقية الليلة وأنا أحدث أمي عما جرى في المقابلة. كنت مشدوهة بتفاصيل القصر وتلك المرأة الغامضة.

حقيقة مزيفة ( قيد التعديل)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن