الفصل السابع ( العبث مع الأرواح )

94 13 4
                                    

كان الكتاب مليئًا بالصور، وليس بالكتابة فقط. ولكن ما وقع نظري عليه هو وجودنا في أوراق الكتاب. كان هذا ما جعل جسدي يصرخ من الرعب. كيف لنا أن نكون داخل الكتاب؟ وأنا الآن لأول مرة أكون في هذا القصر على حد علمي. هل من الممكن أن أكون في داخل القصر مرة فيما قبل؟

كانت الصور تجسدنا في العديد من المواقع. في إحدى الصور، كانت آثليت جالسة وهي تحفر حفرة في الحديقة. ولكن ما هذا الذي يوجد بجوارها؟

على الصعيد الآخر، كان يونس قد نجح أخيرًا في تمويه آثليت بعد إشارة نوح له بأنه تم المهمة وأن آثليت من المتاح لها أن تغادر الآن. وبدأ في شق عمله بعد ما أقنعته آثليت وأخبرته ببعض الكلمات المطمئنة. عجبًا، هذه المرأة توحي لك بالحب والحنان كأم لك، وهي بداخلها كائن يجب أن يموت حتمًا.

بدأ يونس في العمل في الحديقة كعادته فهي وظيفته هو ونوح. لكن ناده عليه الحارس، "يونس، أتيت الآن بشجرة ازرعها هنا. ما عليك إلا أن تحفر حفرة وتضعها فيها، في أي مكان تحب."

انطلق الحارس بعد ما ألقى حديثه لأنه كل مشغول كانت زراعة الشجرة عليه، ولكن لا يجرى شيء أن فعلها.

الحديقة كانت تعج بصوت الطيور ونسمات الهواء الخفيفة التي تلامس وجهي، لكن أفكاري كانت تتدافع داخلي بعنف. كان هناك لغز قديم يكتنف هذا القصر، لغز آثليت الذي لم يستطع أحد حله منذ قرون. وبينما كنت أنشغل في تقليم الأشجار وترتيب الأزهار، كان عقلي غارقًا في دوامة من التساؤلات حول كيفية كشف هذا السر المظلم.

خطواتي كانت بطيئة ومتأنية وأنا أتنقل بين أحواض الزهور، ولكن فجأة شعرت أن هناك شيئًا غريبًا تحت قدمي. الأرض لم تكن متساوية كما يجب. كان هناك ارتفاع غير طبيعي، وكأنها تخفي شيئًا تحتها. الفضول تملكني بشكل لا يمكنني تجاهله، فأمسكت بالمجرفة وبدأت في الحفر.

كانت الأرض تبدو طبيعية في البداية، رطبة ولينة، ربما بسبب الأمطار الأخيرة. لكن شيئًا في الداخل كان يهمس لي أن هناك أكثر مما تراه العين. لقد قضيت ايام هنا في هذا القصر، وعرفت أن كل شيء فيه يخفي وراءه قصة مظلمة أو لغزًا غامضًا. الأرض كانت تبدو مستقرة، لكنها أخفت في طياتها تشويهًا طفيفًا لا يمكن أن يشعر به إلا من يعرف الحديقة جيدًا.

كلما استمررت في الحفر، كان الإحساس بالترقب يزداد داخلي. وفجأة، توقفت المجرفة عن الحفر حين اصطدمت بشيء صلب. أزحت التراب بيدي، وكشفت عن لوح خشبي. كان مضغوطًا بإحكام في الأرض، فتحت اللوح ببطء، ووجدت نفسي أمام مدخل لمقبرة.

تراجعت قليلاً لألتقط أنفاسي، ثم نظرت داخل المقبرة. كانت مليئة بالجثث. ليس هذا مشهدًا غريبًا بالنسبة لقصر مليء بالأسرار، لكن هذه الجثث لم تكن عادية. كانت تحمل شيئًا مألوفًا، شيئًا جعل قلبي يتوقف عن النبض لوهلة.

حقيقة مزيفة ( قيد التعديل)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن