الفصل الثامن ( فقدان)

93 13 7
                                    

في مكان بعيد عن القصر، كان يقف شخص يبدو عليه أنه ينتظر. يظل منتظرًا وملامحه تزداد زهقًا، وكأنما قد مرت عليه قرون. وأخيرًا، طلت امرأة بأناقة باهية، بابتسامة غامضة على وجهها.

"أهلا بك، عزيزي **."

"أهلا بكِ، عزيزتي **."

نظرت **إليه بنظرة حادة وسألت: "هل أوشكوا على الجنون، عزيزي ***؟"

رد هو بابتسامة خبيثة: "الخطه كما هي. هم الآن يبحثون عن الكتاب، ونحن نتجمع للبدء باللحظة الأخيرة."

"وماذا فعلتم بهاتين البنتين؟" سألته بقلق.

نظر بفخر وقال: "لا تقلقي، لقد أتممت المهمة بنجاح."

انتهى الحديث بينهما، لكن التساؤلات كانت تملأ عقلي. من يكون هذان الشخصان؟ ومن هما البنتان اللتان يتحدثان عنهما؟

في القصر، كان الجميع مستعدين للبحث في كل مكان عن زينة، حوراء، وإسراء، اللواتي اختفين في ظروف غامضة. بدأنا جميعًا بالبحث في أرجاء القصر، وكان يونس الأكثر حماسةً، يبحث بشدة عن إسراء منذ اختفائها. أنا أعلم كم يعجب بها، ولكني اعمل جاهده من اجله .

قالت سالين بقلق: "ما بكِ، يونس ؟ انتظر قليلاً، ليس كل شيء في المنزل يمكن تفتيشه الآن."

"لا عليكِ، إذا لم تستطيعي التحمل سأبحث بنفسي."

"لا تقل هذا، سأأتي معك."

حل الليل بعد محاولات يائسة منا في البحث، ولم نحصل على شيء. اتجه كل منا إلى غرفته بعد يوم شاق من العمل والبحث.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كان هدوء وسكون الليل قد غلف المنزل، الجميع فيه قد نام. إلا سالين، لم يطيق النوم أن يدخل في عينيها.

سألت نفسها بصوتٍ منخفض، "ما بكِ يا سالين؟"

نظرت إلى السقف تتأمل أشكاله. كان السقف مليئًا بالزخارف، منحوتة بفنٍ حقيقي، يتلون بألوان جميلة. كم أن هذا القصر جميل بكل معالمه، ولكنه كما يقال، لا تحكم على الأمور من الخارج. هذا القصر أثبت صحة هذه المقولة.

رفعت رأسها فجأة في لحظة استغراب، "لماذا لا تتصل بي أمي حتى الآن؟ لم أتلقَّ منها سوى بعض الرسائل البريدية التي توعدني بالاتصال بي."

أمسكت الهاتف في محاولة للاتصال بوالدتها، كانت تشعر بأنفاسها تتسارع، "ألو، مرحبًا؟"

جاء صوت والدتها من الطرف الآخر، "ألو، من معي؟"

"أمي، لماذا لم تتصلي بي حتى الآن؟" سألتها بنبرة محاولة للسيطرة على ارتجافها.

"هل أنتِ سالين؟" جاء صوت والدتها مترددًا.

حقيقة مزيفة ( قيد التعديل)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن