"في هذا المجتمع، نلتقي بشخصيات مختلفة، كل منها لديها طريقتها الخاصة في إظهار والتعبير عن مشاعرها، بما في ذلك الحزن! بعض الأفراد يفضلون الاحتفاظ بمشاعرهم لأنفسهم، بينما يحتاج البعض الآخر إلى مشاركتها مع الآخرين.
الأشخاص الانطوائيون، هؤلاء الأفراد يكونون عادةً محتفظين بأنفسهم ويميلون إلى الاحتفاظ بمشاعرهم. يمكنهم الانسحاب إلى عالمهم الداخلي عندما يشعرون بالحزن. و تكون تعبيراتهم عن الحزن دقيقة، مثل التغيير في السلوك، الانطواء على الذات أو تقليل التواصل اللفظي.
الأشخاص الاجتماعيون! على النقيض من ذلك، هم أشخاص غالباً ما يحتاجون إلى مشاركة مشاعرهم مع الآخرين عندما يشعرون بالحزن، يمكن أن يبحثوا عن الدعم من محيطهم ويعبرون عن ألمهم بشكل مفتوح. يمكن أن يتحدثوا عن مشاعرهم أو يبحثوا عن أنشطة اجتماعية من اجل أيضاً لفت انتباههم.
الأشخاص المبدعون...بالنسبة لبعض الأفراد، الإبداع هو وسيلة للتعبير عن الحزن. يمكنهم استخدام أشكال فنية مثل الكتابة، الرسم، الرقص أو الموسيقى لإخراج مشاعرهم. يمكن لهؤلاء الأشخاص أن يجدوا الراحة والشفاء في العملية الإبداعية نفسها.
بعض الأشخاص لديهم القدرة على إخفاء حزنهم في الظاهر. يمكنهم الابتسام والظهور بمظهر الفرح حتى عندما يشعرون بحزن عميق. قد يكون ذلك بسبب إرادتهم في البقاء أقوياء، و حماية أنفسهم من الآخرين، هؤلاء يفضلون التعبير عن حزنهم بشكل غير مباشر أو في إطار أكثر خصوصية.
من المهم أن نلاحظ أن طريقة تعبير الأفراد عن حزنهم يمكن أن تختلف بشكل كبير بناءً على شخصيتهم، ثقافتهم، تجاربهم الشخصية وبيئتهم الاجتماعية. لكل فرد طريقته الخاصة في مواجهة المشاعر السلبية، ومن الضروري احترام هذه الاختلافات وتقديم الدعم المناسب عند الحاجة."
"هذا كل شيء لليوم!" همست، وعيناها مليئتان بنظرة تأملية العميقة. بحركة بطيئة ودقيقة، نزعت نظارتها، واضعة إياها بعناية على مكتبها، كما لو كانت تحمل ثقل القصص التي تمت مشاركتها في هذه الغرفة منذ سنين. وقفت من على كرسيها، ودارت حول الغرفة، خطواتها ترن على الأرضية الخشبية.
واقفة أمام الكرسي الفارغ لمريضتها، خفضت ديبورا نظرتها برقة و قالت: "سألتقي بك في موعدنا القادم، سيدتي". بعد خروج المريضة أُغلقت الباب بلطف خلفها و إتجهت نحو الكرسي و جلست.
أنت تقرأ
بعيد كالقمَر (نسخة مترجمة Loin Comme La Lune)
عاطفية( مستوحاة من قصة حقيقية) ماذا لو إخترنا عدم الإنسحاب و التخلي عما يؤذينا فقط من أجل أن لا ندع هوس التفكير يقضي علينا ؟ ماذا لو قررنا الإستمرار بمطاردة الأشياء التي أصبحت من الماضي فقط لأن فراغ الأجوبة يحرق كل تساؤلاتنا ؟ هل سيبدو الأمر جنونا أم فطن...