العقاب

23 4 1
                                    

في الصباح الباكر جاء كليهما يمشيان على أطراف أصابعهما و يتهامسان:
_لا بد أن الأمر نجح
_و من يضمن ذلك؟
_لو لم ينجح الأمر كان جلالته سيقوم بتحطيم الباب على الفور كالمرات السابقة إلا أنهما هذه المرة تحدثا حتى ساد الصمت و لم يخرجها على الفور
_تحليلك ممتاز ياسوار
مد سوار يده إلى الباب و سحب المفتاح من جيبه ليفتحه و يلقي نظرة و ماإن فتح الباب صدم كليا و وقع على الأرض:
_أسينا لن تصدقي ذلك يبدو أن شيئا قد حدث بعد ذهابنا إن الملك مقيد على الأرض لم أتوقع أن يكون قد وقع في حبها لدرجة أنها تتلاعب به لهذه الدرجة!
لم يرى سوار سوى نظرات أسينا التي تشع خوفا و أحس بأن شخص ذا جسد ضخم حجب النور عليه فقال بصوت مرتعش:
_هل...هل  هو ورائي؟
و قام بالإلتفات ببطئ :
_أوه جلالتك صباح الخير كيف حالك.... لم أعلم أنك نائم مع إمرأة إعذرني لفتح الباب...
قاطعته أسينا:
_ أخي أخي كيف كانت ليلتك هل نمت جيدا ؟
فأجاب بإبتسامت شريرة يخفي بها غضبه و بينما كانا ينتظران حتى ينفجر بالصراخ عليهما رفع كليهما عن الأرض و إبتعد من غرفته التي كانت كيان نائمة فيها و أخذهما إلى غرفة بعيدة و أغلق الباب ثم ألقاهما عن الأرض
فقال سوار مغيرا الموضوع:
_سيدي ألم تكن مقيدا ؟ كيف فككت نفسك على الفور؟
_يالك من غبي أتصدق أن حبلا قد يمثل عائقا بالنسبة لأخي؟ أجابت أسينا
_كفا عن الكلام و فالتفسرا مالذي حدث أعلم أنكما من خطط لكل هذا !
نظر سوار إلى الأرض و تكلم:
_سيدي عندما كنا في جولتنا الأسبوع الماضي و رأينا الفتاة تقع و رأيت كيف قمت بحملها عن الأرض بطريقة لطيفة و حنونة و أحضرتها إلى القصر و عينت الطبيبة للإعتناء بها إستنتجت بفضل ذكائي أنك واقع في حبها و لذا
قاطعته أسينا:
_عندها أخبرني أنك تحب تلك الفتاة فعينت الخدام ليقومو بتجهيزها و ليرسلوها إليك دون أن يتحدث إليها أحد و ذلك لكي يجد كليكما ما يقوله للآخر لتقوية الثقة بينكما و لأساعدك بالإعتراف بمشاعرك إتجاهها
و ما إن قالت ذلك حتى أغلق كليهما فمه بيديه مصدومين
_سيدي لمذا ألقيت علينا تعويذة لقول الحقيقة ما كنا لنكذب عليك في كل الأحوال (يكذب فقد إعتادو الكذب عليه)
قال ترانيم في لهجة صارمة:
_أولا تدعى كيان ! ثانيا أنا لست شخصا قد يقع في حب فتاة رآها للتو فكما تعلمان أنا شخص بلا قلب !!
ثالثا سيعاقب كليكما 
ستقومان بإطعام حيواناتي الأليفة لمدة أسبوعين!
فهتف كليهما:
_لاااا أرجوك إلاا هذااا!
رمقهما بنظرة مخيفة و قال:
_قلت كل ما لدي
و غادر الغرفة و هو يفكر:_ لقد قالت أنها أمرت الخدام بتجهيزها إلا أنها كانت ممزقة الثياب و بحالتها التي رأيتها بها أول مرة... لمذا؟
ذهب كل من سوار و أسينا إلى مكان مهجور في القصر يرتعشان من الخوف و دخلا في هدوء و هما يمسكان قطع اللحم في الحقيقة لم تكن حيوانات أليفة كما قال بل هي أليفة فقط بالنسبة له وهم في الأصل وحوش يقوم بتربيتها في القصر

بين أحضان غابة ترانيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن