"إن كُنت قادرًا على الحلم بشيئ فأنت قادر على تحقيقه"
*******************
"إبتعدوا ايها الاوغاد "قالتها "روح" بصراخ يتخلله القلق والخوف
ولكن لا حياة لمن تنادي جذبها أحد الرجال واضعًا قماشة ما على فمها أدت الي فقدانها للوعي تحت انظار"أمان" التي ترتعش بينما تصرخ بحدة:ااتركوها ارجوكم....اتركونا فقط نرحل سالمين "
تعالت ضحكاتهم ليجذبها احدهم هامسًا امام وجهها بخبث"...كيف تريدين مني تركك ايتها المثيرة اقسم ان أسفل ذلك الحجاب يكمن جمال ينافس جمال مئة أنثى من أجمل نساء الارض"ارتعشت الاخري بينما تحاول الابتعاد عنه قائلة:"لعنة الله عليك وعلى من وظفك لهتك الاعراض "
صفعة حلت على وجنتها منه تبعها ضربه لرأسها بسلاحه افقدتها الوعي ليقوموا بحملهن نحو السيارة
ولكن كل ذلك كان تحت أنظار أحد العيون التي لن تهدأ قبل ان ترد تلك الصفعة مضاعفة الاف المرات
***************
"في قصر دانيال باشا"وتحديدًا على مائدة الفطور يجلس دانيال مترأسًا المائدة التي يجتمع حولها ابنائه واحفاده وأبناء اخوته يأكلون في صمت شديد حتى كسر هذا الصمت صوت دانيال القائل :قيس ...بُني...لا تُكن شديد الحزم هكذا في موضوع الأسيرات مع صفي...اتركه يا بُني انه لا يزال شاب يجب ان يمرح"
امتعض وجه قيس ليكلم جده دون ان يرفع نظره من طبقه:"يا جدي....سكان القرية يمكن ان يسامحوا في شيئ عدا شرف واخلاق بناتهن ...تعلم تلك الشعارات السخيفه...ونحن لا نريد ان تزداد المشاكل"
نظر له دانيال معجبًا بذكائه:"أقدر كلامك يا قيس...ولكن لا مشكلة من ان تتركه يلهو بأسيرات غارة اليوم"انهى كلامه غامزًا "صفي" الذي ابتسم بوسع ليومأ "قيس"بقلة حيلة
لم تمض ثواني الا ودانيال قد انتصب واقفًا جاذبًا انظارهم جميعًا لان هذا معناه ان هناك خبر هام سيعلنه دانيال حالًا
تحمحم دانيال ليقول بابتسامة مشرقة:"عائلتي العزيزة....لا تتخيلون سعادتي بروئيتكم هكذا مجتمعين حولي بداية من ابني الاكبر مُراد وزوجته العزيزة تاليا الذين منحوني اول هدية من صُلبي التي لا أصدق انها بلغت الخامسة والعشرون بالفعل ويليها عزيزي صفي ومن ثم لارا ....كلما نظرت لهم أشعر وكانني لن أموت يومًا بل سأعيش داخلهم"ابتسم الاحفاد الثلاثه لدانيال بعفوية لينقل أناظره للجانب الاخر من الطاولة قائلًا:"ويليه ابني الاوسط يوسف منحني هدية مزدوجه التوأم أوب ولينا"....نظر دانيال ل"ميلان"زوجة يوسف مبتسمًا بينما يقول:"أعلم يا عزيزتي ميلان انكِ تنزعجين عند سماع أوب...ولكن ما باليد حيلة سيظل حفيدي "
نقل أنظاره لعائلة ابنه الاصغر الذي يستحوذ على اكبر مكانة فقلبه يهتف بحب:"أبني...الاصغر الحبيب....يعقوب منحني ثلاثة هدايا أحمد الله عليهم صحيح لا يشاركوني الحروب والاعمال الشاقة ولكنهم يظلون أحفادي المدللين بدئًا من داليدا....الذي أعدها بداية أنتصاري ....يوم ميلادها...كان يوم ميلاد مملكتي....واسم دانيال باشا مرورًا بقاسم....والي اخيرًا عزيزي مالك...أصغر أحفادي"
ابتسم دانيال نهاية كلامه يتذكر يوم ميلاد داليدا...الذي من وجهة نظره هو أسعد أيام حياته:"ودعوني لا أنسى ابناء أخوتي....الشين يماثلون أحفادي مكانة داخل قلبي...ابناء اخي العزيز مهران الذين اعتمد عليهم في بقاء مملكتي مستقرة..قيس...وليث...وغيث...والصغيرة ميس .....وأبناء اختي العزيزة...رون...مهاب ..وشهاب ...ومايا"
قاطع خُطبة دانيال الطويلة صوت "أوب المستهزئ"حسنًا جدي...اقسم اننا نعلم صلة قرابتنا بالاشخاص الذين نعيش معهم بالتأكيد هلٓ تدخل في صُلب الموضوع؟"
نظر دانيال لحفيده بحدة ولكنه قرر بالفعل ان يدخل في صُلب الموضوع قائلًا:"بما انكم جميعًا كبرتم وانا...ناهزت الخامسة والثمانون ...وأريد رؤية اولاد أحفادي لذا قررت"
تلك الكلمات التي جعلت الجميع ينظر له بترقب ليتنهد هو بسعادة:"قررت....ان أعقد خطبة ابن أخي قيس ...على عزيزتي ميلا"
****************
يمشي صفي داخل طرقات القصر بينما يضحك بصخب على ما سمعه منذ قليل ...خُطبة!ميلا!قيس!ولكن ليس هذا العجيب العجيب هو موافقة كلًا منهم بالرغم من عدم التوافق بينهم مطلقًا ولكن في ماذا يفكر هو فأثنيهم متحجري القلب بالعفل لم يهتم صفي كثيرًا بل أخذ خطواته نحو تلك الغرفه التي أخبره قيس انه يضع بها الأسيرات وداخله حماس رهيب فتح باب الغرفة ليجد كلًا من "أمان "و"روح"كلاهما في ثبات عميق بالفعل اقترب صفي من "روح اولًا:"تبدو جميلة ولكن لا أحب ذوات الملامح الحادة...لنرى الاخرى"انهى كلماته ليقترب من"أمان"الملقاة أرضًا لينظر لها بهدوء قائلًا:"أُحب الملامح البريئه....لان افعالي معها لن تكون بريئة اطلاقًا"ليبتسم بخبث حاملًا اياها ناحية غرفته
******************
ها قد عاد "إسحاق"الي منزله ينادي بصوته الهادئ:"أمان ....قُدس...اين انتن؟"ثواني لتخرج له "قُدس بعينها الذابله التي سُرعان ما لاحظها اخيها ليقول:"ما بك يا قُدسي؟...واين أمان؟"
ردت عليه الاخرى بتقطع وقد اغرورقت عيناها بالدموع:"لقد اختطف هؤلاء الاوغاد أمان وروح يا اخي"
****************
"أهذا سلام"
"الفصل الرابع"دُمتم سالمين