صدفه ٣٨

85 5 50
                                    

ما أجمل لقاء الحبيب بعد طول فراق
وبعد سيل من الأشواق
إنها لحظة ترسم أحداثها في لوحة ربيع العمر
لحظة يزداد فيها نبض القلب
وتتجمد المشاعر من فرح القلوب
لحظة فيها من الوفاء مايروي الأحاسيس

°°°°°°°°°°°

كانت تقوم بترتيب وتوضيب المكان وتنظف وتمسح وهي ترتدي جلباب منزلي بنصف أكمام واسع لا يظهر معالم جسدها، كانت تنظف قليلاً وتقف لتأخذ نفسها قليلاً وتبتسم لأنها الذي يركض هنا وهناك سعيداً وهو يلهو ويلعب، تركت ما بيدها وتوجهت للمطبخ لتقف أمام الطباخ وتبدأ بتقليب الطعام ثم تطفأ النار وتلتفت للخلف لتمسك ببعض الصحون ولكنها تتوقف فجأه حينما يطرق الباب بهدوء، عقدت حاجبيها وهي تحاول التركيز فيما لو كان ما سمعته صحيحاً ولكنها تيقنت حين تم طرقه بصوت أعلى وركض أبنها نحوها بفزع فهم لا يأتيهم أحد سوي بدايه كل شهر موظف من المعاشات جار لهم يجلب لهم معاش والد صديقتها، ربتت على رأس إبنها وتأكدت من إغلاق جميع عيون الطباخ وتوجهت للخارج لترتدي عبائه سوداء واسعه وحجاب وتتقدم من الباب بهدوء، فتحت الباب لتجد ظهر أحدهم نحوها ولكن قلبها آلمها بشده وكأنها تعلم لمن هذا الجسد، طوله الفارع وحلته الرماديه هم ما كانوا يظهرون بجانب شعره الحريري وبشرته البيضاء، إبتلعت بتوتر وهي تراقب حركاته وهو ينظر حوله ولا زال يعطيها ظهره

ألتفت أخيراً وهو رافع يده وكان على إستعداد لطرق الباب من جديد ليتصنم مكانه وهو ينظر لها بتفحص من الأعلي للأسفل، كانت مختلفه وهناك ما تغير بها، لمعة عيناها مختلفه، نضارة وجهها وشفاهها الحمراء المكتنزه، إمتلاء جسدها الظاهر له برغم إرتدائها لهذه الملابس الفضفاضه، كانت قطعه من الحلوى فقط تدعوك لأكلها

جنى وهي تبتلع وبهمس:
ك كيف عرفت مكاني هنا

رافييل وهو يتفحصها بنظراته من الأعلي للأسفل:
سألت ومن يسأل لا يضل الطريق (ينظر لها في عينيها) هل سنظل هكذا على الباب أولن تدخليني ام تخافين مني، جيني

تبتلع جنى وتبتعد عن الباب ليدلف هو وهو يتجول بنظره في أرجاء المكان، شقه بسيطه جداً وأثاثها قليل يكاد يكون معدوم هي فقط أريكه وطاوله خشبيه أمامها مقعدين خشبيين والفراغ من بعدهم، جلس على الأريكه ونظر لها بينما هي متوتره وتحاول لملمة بعض الفوضي التي كانت بالمكان، دلفت للمطبخ وخرجت بعدها بكوب على صينيه به عصير ووضعته بجواره علي الأريكه وهو بكل هذا يتابعها بعينيه، جلست وهي تقدم له الكوب ليمسكه منها وتتلامس أصابعهم لتبعد يدها سريعاً بتوتر وقلق وهي تنظر أمامها

أرتشف من العصير وهو مسلط نظره عليها ولم تتزحزح عيناه عنها ولو للحظه، نظراته كانت تفترسها وهي فقط تطقطق أصابها بتوتر وتباعد أنظارها عنه وتبتلع كل لحظه، كان وجوده موتر لها كعادته دوماً

للصدفه رأي آخرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن