الفصل السابع والثلاثون: ترياق قُبلة الدمنتور.

3.5K 204 190
                                    

من أجل كل من دعا لي وتقبل قراري على الرغم من حزنه، لم اعتد عدم تقديم مقابل لمن يحسن إليَّ، وهذا الفصل هو مقابلي، شكرًا لكم، أحبكم قدر البحر وسمكاته.

إما بالنسبة لمن تجرع من الأنانية كؤوسًا، لم يهتم سوى بحاله ومصلحته، ولم يعر لما يمر به الآخرين بالًا، فأنا لا أتشرف بكونك قارئًا لي.

________

«أنا وحدي تائهة لا أقدر علي الحراك، أريد أن أصل لكن لا يوجد مخرج، أنا بالمنتصف لكن لا يوجد نهاية.»

_ هنا المُهيري.

__________________________𓂀
𝕄𝕒𝕝𝕚𝕜𝕒

ماليكا

شعرت بالرمال تتخلل أصابعي وقدمي التي دفنت بين الرمال الصفراء الساخنة، شعرت بمداعبة أصابع الشمس الرقيقة فوق وجهي ورقبتي حيث المناطق الظاهرة من الفستان الأبيض الذي يتطاير وشاحه من الخلف بفعل الرياح الهوائية الشديدة في ذلك اليوم، بينما يلتقط لي ليونار عدة صور وهو يبعثر نظراته الحانية فوق وجهي، نظرات كظل شجرة في نهار شديد الحرارة.

_ تبدين تمامًا كما كليوباترا في خيالي.

قالها ليونار بنبرة خرجت هادئة حيث تتنافى مع صخب خفقات قلبه المجوف والتي تظهر واضحة بسبب حركة صدره وأنفاسه وهو يلتقط لي الصورة التي جعلني بها القي بالرمال، حيث أرتدي فستان أبيض فرعوني عاري الذراعين، عقد ملون يغلب عليه اللون الازرق يغطي منطقة الصدر بالكامل، شعر مستعار قصير على الشكل الفرعوني الذي يشبه الجدئل ويزين برابطات ذهبية، وأخرى زرقاء، تاج على شكل ثعبان، وأساور ثقيلة وطويلة.

لقد أصبحت أصدق أنني بالفعل فرعونية من كثرة إرتدائي لتلك الملابس.

أنا أرتدي ذلك الزي لإنه يعتبر يوم الحناء لأن غدًا عرسي على ليونار رفقة جميلة وشهد بمنتصف الصحراء كما قررت جميلة، لقد قرر هو ذلك فجأة عندما وصلنا، لا أعلم هل أنا سعيدة للغاية أو شديدة الحزن، هناك حرب طاحنة داخلي، أنتظر اللحظة المناسبة للانسحاب من حياته، أعلم الآن كيف استطيع التعامل معه، يمكنني العودة لمنزلي ببساطة والضغط عليه حتى يطلقني.

ليو لطيف لن يجبرني على شيء لا أريده، أفكاري السيئة عنه هي من لفت حبل وهمي حول جسدي، هو فقط استغل مخاوفي التي تلاشت كأنها سراب بعدما أصبح مثل الرواية التي ارتشف كلماتها عن ظهر قلب، أحفظها داخل رأسي.

أنتظر الوقت المناسب حتى أتركه ولا يأذي حاله لكن كلما انتظرت كلما تشبثت أكثر، وكلما شعرت بالرعب يدب بأوصالي أكثر، إنه ينتحر بسهولة القاء التحية!

لا يمكنني الاستيقاظ على خبر انتحاره، سوف اتدمر.

- عايزة أتصور.

قالتها "رويدا" التي تقف متذمرة وترمق ليونار بنظرة ضائقة وكأنها تسدد له لكمة، حيث إنه يصورني منذ أكثر من ساعة وهي جاءت معي رفقة ريحان لتساعدني على التعامل مع ذلك الزي الجميل حتى التقط صور جيدة، وقد حرك هو نظراته لها وهتف بنبرة وقحة كعادته:

أنوبيس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن