٤- 《النهاية》

111 25 28
                                    

استيقظ هاري على رنين جرس باب المنزل، دلف بخطوات متثاقلة نحو الباب، ليجد رسالة من البنك تُخبره بأنه سيتم الحجز على المنزل إذا لم يتم تسديد الديون المستحقة. أغلق الباب ثم استند بظهره إليه، ولم تتحمل ساقاه التعب فهو لم يأكل منذ البارحة، فجلس على الأرض يمسك رأسه، يفكر كيف يمكن أن يعيش ويقضي حياته بهذا الشكل.

تذكر أنه لم يأخذ أجره البارحة، ولكنه لا يعرف كيف يصل إليهم. فكر أنه بالتأكيد يملك هاتفًا، وشرع في التفتيش بجميع أرجاء المنزل. وجد هاتفه في السطح العلوي للمنزل، نظر له بدهشة لأن الهاتف حديث وبه مزايا تختلف عما عهده منذ عشر سنين. وصل إلى أرقام سجل البارحة، واتصل على الرقم الأخير. أجابه الرجل المختص بتجميع مؤديين الأدوار الهامشية، وأخبره أنه أرسل إليه أجره بالفعل. لم يفهم هاري ما الذي يقصده، فلقد سقطت منه أكثر سنين ازدهرت فيها التكنولوجيا وتطورت بوتيرة سريعة مخيفة. وبعد الكثير من المجادلة، فهم هاري مقصد الرجل، بأن الأموال أرسلت له عن طريق تطبيق ويمكنه استخدام ذلك التطبيق من أي بنك لكي يأخذ المبلغ نقدًا.

تنهد ثم أخبر نفسه يشجعها:
- حسنًا في الأقل يمكنني استخدام الإنترنت للبحث.

وبعد ساعات، جمع معلومات كثيرة بخصوص ما يحدث والرائج في العالم الآن وكيف يمكنه الوصول إلى محطات المناطق المشهورة وكيف يمكنه طلب خدمة وما إلى ذلك.

وعندما انتهى من بحثه الناجح، ارتسمت على وجهه ابتسامة، فها هي المرة الأولى التي يسعى بنفسه إلى شيء دون أن يأخذه على طبق من ذهب دون مجهود.

اغتسل وارتدى ملابس نظيفة، وقد عرف المواصلات العامة التي تمكنه من الوصول إلى الوجهة التي يريدها. انتظر أمام المحطة وهو يدقق في البشر من أطفال، وشباب، ورجال، ونساء.

كان يتساءل في داخله: كيف للجميع أن يسير ويستقبل يومه ويحارب في مساره الخاص؟ هناك من يحارب لأجل حلمه، وهناك من يحارب لأطفاله، وهناك من يحارب لنفسه. الجميع يستقبل يومه بأمل، وحتى إن اختفى وتلاشى هذا الأمل، يجب أن يعيد إلى نفسه الأمل لأن لا محال للتوقف. لقد وجب علينا السير لأن اللحظة التي نتوقف فيها، سيتم سحقنا.

هذا تمامًا ما جعله يتيقن من أنه يجب أن يقضي أيامه، حتى وإن كان ما يعيشه الآن كابوسًا، لابد من المضي قدمًا. على الأقل هو هنا يرى مورينا أمام عينيه، مشرقة وبصحة جيدة، وهذا يعني أنه لم يصبح قاتلًا.

بعدما ترجل من الأتوبيس، وصل إلى الشاطئ بنفس موقع التصوير. رأى مورينا التي ترتدي نظارة شمسية، وشعرها القصير الأسود يتطاير من تحت القبعة. رآها وهي مفعمة بالحيوية، ترشد الممثلين الرئيسيين وتتحاور مع المؤديين الهامشيين، تحاول التركيز على الجميع. كان ينظر من بعيد وتعلو عينيه نظرة فخر وإعجاب.

ليلة صيفية.✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن