.
.
.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
.
.
.
~~~*~~~*~~~*~~~*~~~*~~~*~~~*يسير بهدوء في إحدى الطرقات الفارغة من المارة في إحدى الليالي ولسانه يلهج بذكر الله وهو مطرق نظره للأسفل بهدوء ،تناهى إلى مسامعه نداء احدهم بأسمه ،التفتت وعندما أبصر من يناديه بلهفة رجل في الخامسة والأربعين تقريباً بدأ الشيب يغزو رأسه بحياء ،ذو مقلتين عسليتان ،التفت له يطالعه بترقب وهو ينتظر حديث الآخر ،توقف الرجل يتوسله بلهفة:
_"بالله عليك يا قصي...هو خلاص بيموت... ومش عايز غير مسامحتك..".
أبتسم"قصي " ابتسامة اظهرت نغازته التي في وجنته اليمنى وسرعان ما تحولت الابتسامة لقهقهات حتى ادمعت عيناه ،انتهت قهقهاته وهو يخبره بنبرة قوية:
_"قول لأبوك لو بينه وبين الجنة مسامحتي.. أنا مش هسامحه!"
التفتت يوليه ظهره وهو يكمل طريقه بشرود في ماضٍ بهيم....
~~~*~~~*~~~*~~~*~~~*~~~*~~~*
تقف بثوبها الرقيق ذو اللون الوردي يعلوه خمارها باللون الأبيض بعدما أتت من عملها كمعلمة للأطفال بالصفوف الأبتدائيه بأبتسامة منهكة تنتظر المصعد ،تناهى إلى مسامعها خطوات أقدام تقترب منها علمت مَن صاحبها مِن رائحة عطره التي باتت تعشقها استنشقت بعض الهواء المحمل بعطره بخفة وهي تغمض مقلتيها بهيام تتلذذ بتلك الثوانٍ المعدودة ،بينما هو توقف يتفوه بغضب وهو يقترب منها:
_"أنتِ موافقة على العريس إللي أتقدم ؟.."
التفتت له وقد ارتسمت على وجهها الجدية تسأله بحدة وهي ترفع إحدى حاجبيها:
_"أفندم..؟.. أعتقد ده شيء ميخصكش".
هل تحبه ؟؟..بل تهيم به منذ وعت لتلك الحياة لكنها لا تود إغضاب الله تود أن يكون حبهم في الحلال ،راقبت ملامحه التي تغضنت بداية من مقلتيه اللتان اقتبست لونها من لون البندق يشوبها الأن بعض الحمرة وتلك إحدى علامات غضبه التي تعرفها تمام المعرفة ،وشفتيه السفلى التي ضغط عليها وهو يحاول أن لا يشوه وجهها ذو الملامح الرقيقة ،رفرفت بأهدابها الكثيفة وهي تستمع لقوله الغاضب:
_"مسك...! متختبريش صبري..أنتِ موافقة بجد؟".
عضت على شفتها السفلى تمنع ابتسامتها من الظهور وهي تراه يكاد ينفجر أمامها غضبًا أخذت نفساً عميقاً قبل أن تجيبه بسخرية تحاول أن تذيقه مرارة ما تشعر به وهو لا يبالي بحبها:
_"أنت متضايق ليه !هو اتقدم ليك أنت ؟ ما أوافق..براحتي".
كادت تتركه وتصعد قبل أن يوقفها هو بحديثه الذي جمدها بارضها بنبرته اللتي عادت لهدوئها:
_"مسك"متقهريش قلبي..أنا بحبك.. و بحبك من زمان كنت خايف يبقى تعود..بس استحالة المكان اللي أنتِ خدتيه في قلبي يبقى تعود!..اديني إشارة بس انك موافقة اجي..".