-㉞-

124 15 7
                                    

مع شروق أشعة الشمس و الأجواء شتوية الغائمة قررت فردوس البقاء في الخارج لبعض من الوقت تستنشق الهواء البارد تغمض عينيها لتطلق العنان لذاتها، تنهدت بحصرة لتتذكر كلام الأطباء الذي لم يجدي نفعا قررت الدخول إلى البيت لتجلس في الصالة تحدق بالنار المشتعلة داخل الموقد قدمت لها ماريا كوبا من القهوة لتحتسيه بهدوء . بعد بضع ثواني تبدأ الثلوج بسقوط مع رياح باردة لتدخل مرة أخرى خادمتها ليلحق بها كلا من نور و حياة بنفس الوقت ليجلسا على الأريكة لتتحدث معهما فردوس : واخيرا اجيتوا صباح الخير ماريا جهزي الفطور كنت عم انتظركم بفارغ صبر ..
وضعت حياة معطفها على الاريكة بينما تدفئ نفسها لترد عليها بهدوء : ليش شوفي فردوس حصل خير طب طمنيني كيف صارت صحة زينب بالي مشغول عطول عليها من لما صار هذاك الحادث ..
بقيت فردوسا شاردة تنظر إلى مقود النار لترد عليها بنبرة حسرة و ألم : لساتها بهيك وضع الأطباء عم يقولو نفس شيء أنو الوضع بيعتمد على زينب يعني مشكلة بإرادتها هي مافيها شيء جسمها كلو منيح بس بدي اخلق شرارة الها مرة تانية مشان ترجع متل اول و جديد و بتوقع انتو يلي رح تساعدوني بدي تجو معي تحكوا معها بعرف لسا في بقلبها حب لبنتي مريم و هاد شيء يلي رح يرجعها ..
تنهدت نور لترد عليها: شكلوا معك حق لازم نحكي معها و نقويها يا حرام البنت مو مستاهلة يلي بصير معها عم ينتظرها مستقبل مشرق فلهيك يلا لشوف ..





بينما ماريا تعد مائدة الفطور الصباحي انتقل الجميع إلى غرفة مريم التي تتواجد فيها زينب طريحة الفراش امسكت فردوسا بيدها لتقبل جبينها ، نظرت إليها بلطف بينما ملامح زينب مازالت شاحبة لترى دمعة في عينها لتقوم بمسحها لها محادثة إياها بلطف و حنان : سبق و خبرتك أنو رح اوفي بوعدي لألك و مارح اتركك أنا هلا صرت أمك زينب عمرك لا تفكري أنك لحالك هي مو شفقة ولا أي شيء بس انت بنتي و البنت يلي بتحبها بنتي مريم كيف بدك ياني اتركك بهيك لهيك جبت معي حياة و نور اسمعي يلي رح يحكوه لالك هلا ..

تنهدت حياة لتتحدث مع زينب لتخبرها عن قصة حبها مع فردوس و ما حدث معهما و كيف أن المجتمع ذكوري دمر تلك الشرارة التي بينهما و هما لحد الان يشعران بالندم : بس هاد شعور تبع ندم انا يلي حسيتوا يا زينب أنت هلا عندك فرصة توقفي على رجليك تروحي لعند حب حياتك و تكملي حياتك معها قوي حالك هي أكيد عم تنتظرها بكل لحظة مو وعدتوا بعض مشان تعيشوا كرمال هاد الحب يلي بيناتكم معقول تستسلمي بهي سرعة بنتي ليكها نور بحد ذاتها حبت فردوس بس ما ستسلمت ولو للحظة صح ما ..
_ صح ما استسلمت ولا لمرة و ضليت على قراري حتى لو كان حب من طرف واحد عندك حياة وحدة لتعيشيها زينب والك الخيار لازم تكسري كل العقابات يلي بطريقك بعرف أنو صعب عليك يلي مريتي فيه بس صار الوقت يا بنتي خلينا نفتخر فيك و نقول هي رسامة الحلوة من بلدتنا معقول تتخلي عن موهبتك ما هدفك تكوني فنانة معروفة لطالما أردتي هاد شيء مو مشتاقة لرسم و الألوان و أنك تضلي مركزة على رسمتك بدقة ..
_ سمعتي حكي نور و حياة مافي فايدة من الاستسلام زينب يا حياتي أنت بس وقفي على رجليك وأنا بوعدك مارح اترك ايدك بالمرة يا بنتي الحلوة معقول تضلمي صحتك و جمالك و موهبتك بس اتذكري شغلة حبك لمريم تذكري كل شيء مريتوا فيه ذكرياتكم مع بعض و يلي حطتيها على رقبتك رمز حبكم يلا زينب يلا بنتي الحلوة يلا ..






أنفاس الشتاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن