تخرج من سيارتها الفاخرة السوداء مرتدية ثيابا انثوية رسمية بيضاء اللون مع نظارات شمسية جمالها نادر للغاية تجاهلت حشد الصحافة الهائل القادم ناحيتها تمشي في رواق بكل كاريزما و شموخ ، حينما تصل إلى شركتها الجميع يعود إلى مكانه يركزون في عملهم بدقة فائقة فهي لا تغفر الأخطاء ولا تريد عرق جبينها يذهب سدى . دخلت إلى مكتبها لتجد جدها يحتسي كوبا من القهوة ينتظر وصولها تنهدت لتجلس على كرسيها لتحاول إظهار ابتسامتها له : صباح الخير جدي شكلو عذبتك اليوم لتجي لمكتبي بس مشان توقع كذا وراق بعدين كل شيء تمام..
وضع فنجانه على طاولة الخشبية الفاخرة التي في مكتبها ليمسك عنها الأوراق ليمضي مبتسما لها : واخيرا هي هي حفيدتي شخصية قوية و كلها نفوذ مرآة مستقلة بحياتها شكلي عم اكبر هلا بالعمر يا بنتي ..
_ جدو كلك طاقة ماشاء الله لساتك كلك صحة لا تحكي هيك بالمرة ولا تشغل بالك بخصوص شغلك كل شيء صار تحت سيطرتي ..
_ لو كان ابوك موجود هلا رح يحس بالفخر فيك بس بتعرفي بنتي مريم ناقصك بس شيء واحد هلا و هو أنو تتزوجي من أمجد شب شهم لولاه ما كنا رح نتخطى هاديك المحنة يلي كنا فيها مارح تلاقي متلو بالمرة ..
_ بصراحة جدي ماعم فكر بزواج هلا بس اتركني فكر شوي( زواج اخر همي الشخص الوحيد يلي رح كمل حياتي معو هو زينب وبس مافي حدا تاني انا هاد شخص هلا بسبب حبي الها وبس مو كرمال أمجد ولا غيروا )..
وقف فجأة جدها ليضع نظاراته لتتغير ملامحه إلى الجدية محادثا إياها بهدوء : مافي وقت لتفكير لما يجي أمجد لهون رح نناقش هاد الموضوع هلا موفقة بشغلك بنتي اي شيء بدك ياه ابعتي مارك لعندي هو عطول بضل رايح جاي ..خرج الشيخ من الشركة أخيرا لتلحق به الصحافة يريدون اي شيء منه كون حركاته لا يفصح عنها مطلقا ، دخل إلى سيارته بسرعة ليتحدث مع نفسه بعد أن تذكر حينما وجد حفيدته تقبل فتاة : هاد شيء يلي مارح اقدر اتقبلوا بالمرة ولا رح يصير بالمرة رح زوجها بأسرع وقت ممكن مو ناقصني فضايح يلا أنت اتحرك خلص شغلي هون ..
ارتمت مريم على كرسيها لتبعد خصلات شعرها شعرت و كأنها في وضع مزري و عرفت بأن هذا ما ينتظرها إصرار جدها على زواج كأنه انجاز مهم في هذه الحياة : هاد بس همهم زواج زواج يلعن أم زواج كأنو انجاز عظيم هااا ولا رسائل من امي ولا اي شيء بخص زينب رح جن وينك هلا يا عمري وينك قلبي عم ينحرق عليك يوميا و بحس الصبر عم ينفذ مني كليا ..
قررت تجاهل الأمر لكي تتفقد عمل موظفيها متجهة إلى أحد مكاتب أحد موظفيها لمناقشة أمر مهم فتحت الباب لتجد فتاتين يقبلان بعضهما البعض بهمجين و بلهفة ، بقيت تنظر إليها لتعود ذاكرتها إلى الوراء تلك الحادثة التي تسببت في ابعادها عن حب حياتها كادت أن تنزل دمعة من عينها لكنها تمالكت نفسها لتصرخ ناحيتهما : شووو جايين لهون كرمال شغل ولا كرمال هي المسخرة انا شو خبرتكم رح افقد صوابي خلص ..
ابتعدوا عن بعضهم البعض لتنظر إليها ذات الشعر القصير بعد أن ابتلعت ريقها تحاول التغلب على خوفها من غضب مديرتها الصارمة : مدام هو نعتذر منك بجد لك اسفين رجاء لا تفصلينا عن شغلنا رجاء ...
_ شوو عنجد و عم تتوسلي فوقها فوق خلقتي اطلعوا لشوف من جوا بجد مو معقولين بالمرة ..
أنت تقرأ
أنفاس الشتاء
Romanceقصة حب شتوية رغم الاختلاف المتواجد بيننا سيبقى قلبينا ينبضان لبعضهما البعض بلهفة و الشوق لن يعترض أحد طريقنا مادمنا سويا ... هاتي بيدك معي ولا تخافي أبدا فكري بي فقط إنها أنا زينب إنها أنا ... إنها العودة المميزة ..