بقيت كيان في نفس المكان كالجثة الهامدة تسترجع كل ما مرت به و تفكر في خلاص من شراك المتسلط فبالتأكيد لن تخضع لأحد مضى الوقت وهي على نفس الحالة تفرك فروة رأسها لمساعدتها على التفكير بين الفينة و الأخرى و هو الشيء الوحيد الذي كان يدل على بقائها على قيد الحياة ... حتى وقفت على قدميها أخيرا بعد 3 ساعات و بدءت تمشي كالثمل و تتمايل حتى بلغت إحدى الحراس و تركت العنان لجسدها المرهق و كانت على وشك الوقوع فمد الحارس يديه نحوها ليمسكها قبل أن تفترش فوق الأرض ظنّا منه أنها فاقدة للوعي و ماإن أوشكت أصابعه على لمس خصرها لإمساكها حتى أحس الحارس بخطر يترقبه إن لمسها فتوقف عن الحراك وكأن الوقت قد توقف حينها و لم يجرؤ على لمسها ... حتى إمتدت ذراع دافئة وراء كتفها و أخرى تحت ركبتيها و رفعتاها قبل أن تلامس القاعة ... فتحت الفتاة عينيها بحذر محاولة عدم ترك أحد يلحظ كونها صاحية لترى من حملها فإذا به ذلك الملك اللعين التي كانت تفكر في الخلاص من سجنه ... نظر ترانيم و عيناه تشعان غضبا إلى الحارس وقال:
_ لو قمت بلمسها ولو قليلا لقطعت ذراعيك
و حمل كيان و ذهب و ماإن و صل بها إلى زاوية مخفية في القصر حتى رفعها إليه و نظر إلى وجهها الجميل الناعم و بدء يقرب وجهه إلى وجهها تدريجيا إلى أن بلغت أنفاسه الدافئة بشراتها و كادت شفتاه تلامس شفتاها فقامت بدفعت رأسه بسرعة و صرخت:
_ ماللذي تفعله؟
_مابك ؟ ألم تكوني فاقدة للوعي ؟ مالذي جرى ؟...
أجاب و هو كاشف عن إبتسامة إستهزاء
_كشفتني منذ البداية؟
_أجل.. و توقفي عن إستعمال الطرق الرخيصة ! كنت تنوين أن يتم نقلك إلى المصحة حيث ستكون المراقبة أضعف و إنتظار فرصة الهروب أليس كذالك؟
_بما أنك كشفتني قم بإنزالي !لقد تحملت بما فيه الكفاية من أجل خطتي ! يمكنني السير ...
قالت ذلك و هي تدلدل ساقيها بقوة ترغب في ملامسة القاعة
إبتسم إبتسامة ماكرة وقال:
_ و ماذا إن لم أفعل؟
_ بالتأكيد ستفعل ! أنزلني بسرعة!
_لن أفعل و أريني ماذا يمكن لصغيرة وقحة مثلك أن تفعل أمام قوتي!
صارت تدلدل ساقيها بطريقة أقوى ثم توقفت و نظرت إليه و قامت بتقريب شفتاها إلى كتفه صدم ترانيم من ما فعلته إلا أن الصدمة أزيحت عندما أدرك نيتها الحقيقية فلم تقترب لتقبيل كتفه بل لتقوم بعظه بقوة شديدة ... كانت تضغط بأسنانها الحادة على بشرته القاسية منتظرة ردة فعل منه بسبب الألم إلا أنه لم يبدي أي ردة فعل فأخذت تضغط أكثر فأكثر حتى أحست بشيء غريب و ما إن إبتعدت حتى رأت دماءه تتدفق إلى الخارج نظرت إلى عينيه في خوف شديد فقال:
_ هل إنتهيتي الأن من محاولاتك البائسة؟
ظلت صامتة و تنظر إليه بنفس الطريقة فأردف:
_ماذا هل تشعرين بالقلق حيالي؟
و كانت هي لا تسمع شيء و كأنها تغرق في المحيط فحتى رؤيتها صارت ضبابية ... عندها أدرك ترانيم كون كيان تعاني من فوبيا الدماء فأسرع إلى المصحة و كانت عندها فاقدة للوعي كليا ...
فتحت عيناها ثانية فإذا بها ترى نفس المشهد الذي رأته في أول صحوة لعا في القصر فحتى الممرضة كانت ذاتها لكن هذه المرة لم تقم بإفزاعها كما كان الليل قد أسدل ستائره وقتها ... سحبت كيان نفسها تدريجيا من الفراش و وقفت وقالت في نفسها:
_يبدو أن الأمر سيسير كما خططت في نهاية الأمر و إقتربت تمشي كاللص في هدوء حتى وصلت النافذة و فتحتها ببطء و حذر كانت المصحة في الطابق الأرضي سيكون الهروب من النافذة سهلا للغاية ما إن لامست أصابع أقدامها الأرض خارج المصحة حتى سمعت صوة يقول:
_ أخيرا استيقظتي !
إن الصوت يبدو مألوفا ... بلا إنه صوت ذاك اللعين كان ذالك صوتها الداخلي أو صوت أفكارها ظن تكلم قبل أن تلتفت ببطء لتجده متكئا على الحائط يشاهدها كما لو أنه كان ينتظرها لم ينتظر إجابة منها و سحبها من معصمها و خاطبها:
_ الطقس بارد هنا هيا إلى الداخل
و أخذ يمشي مسرعا ساحبا إياها من معصمها
أنت تقرأ
بين أحضان غابة ترانيم
Fantasiaكانت كيان تعيش حياة بسيطة مع والدها و أختها الصغرى في منزلها المستفرد في الغابة إلى أن تنقلب حياتها رأسا على عقب منذ مرض أختها...