كان الوضع بالخارج مليئًا بالتوتر؛ فاختفاء سالين والخطر الذي يحيط بها كان يؤرق بالهم كثيرًا. وأخيرًا، عند استماعهم لحديث الشخص الأخير، بدا الأمر وكأنه تهديد أكثر من كونه سؤالاً، مما زاد فيهم الرعب أكثر فأكثر.
"من أنتم؟ ولماذا أنتم هنا؟"
نظروا جميعًا إليه بنظرات تعجب، ثم تحدث يونس:
"السؤال لك أنت، لماذا أنت هنا؟"
نظر الشخص إليهم بنظرات ريبة، ثم نادى على آثليت التي كانت منذ فترة تراقبهم، ولكنها تركت لهم العنان للتعرف على خبايا المكان. أقبلت آثليت إليهم لتلبي نداء هذا المجهول.
"مرحبًا بكِ، عزيزتي سارة، مرحبًا بكِ في قصري المتواضع."
ألقت حديثها بابتسامة توجهها لسارة، لكن سارة لم تعطي لها اهتمامًا كبيرًا، بل وجهت حديثها إلى من يقفون أمامها وعلامات الاستغراب تشوبهم.
"لا أهلاً ولا مرحبًا، لماذا يقف هؤلاء بجوار السور؟"
كانت آثليت تغلي غضبًا من طريقة حديثها، ولكنها حاولت كبت هذا الغضب.
"هذا حديث يطول شرحه، عزيزتي. الآن سوف أخبركِ بكل شيء."
كان الجميع مشدودين من طريقة حديث سارة مع آثليت، التي لا تطيق أن يتعدى أحد في الحديث معها، والآن تقف أمام شخص وهي مهمشة. دخلت سارة مع آثليت إلى القصر، وتركت الباقين في حيرتهم التي لم يستطيعوا الخروج منها حتى الآن.
***
كنت أضحي في الفراغ وحيدة، لا يوجد من يساندني في هذه المحنة. كيف ألقى ومن كانت درع حمايتي ليست معي الآن؟ يقولون إن الصداقة فترة وسوف تقضي، ولكنها هي سجني الأبدي الذي أحيا فيه بكل فرح وسعادة. فكرة الدخول إلى الباب الذي سحبت إليه زينة لا تخرج من ذهني، ولكن كان يدور بداخلي كلام نادر: "بعد هذا لا يوجد عودة، ولكن إذا ذهبت من يعيد حقها؟"
ظل نادر يظهر لي بين الحين والآخر. لا أدري، هل يريدني أن أذهب إلى الهلاك أم أكون بسلام؟
"أنا أمتلك لكِ حلاً للخروج، سالين"، قال نادر محاولاً شد انتباه سالين إليه، وبالفعل نجح في ذلك.
"كيف تعلم أنت طريق الخروج وأنت في هذا السجن؟" قالتها بنبرة استهزاء، لكنه أكمل حديثه وكأنه لم يستمع إليها.
"هنا يوجد بهو واسع، في نهايته ممر ضيق سيعيدكِ إلى أول مرة رأيتكِ فيها، سالين."
كانت فرحتها عارمة بشدة وهي أخيرًا ستلقى خلاصها.
"ولكن! ماذا فعلتِ بزينة لكي تخشاكِ إلى هذه الدرجة؟"
تنهد تنهيدة عميقة، ثم قال:
"أول مقابلة مع زينة كنتُ بهيئة غير هيئتي المعتادة."
***
كانت تجري وتبكي، وهي لا تدري أين هي ولا ما سيحصل لها، ولكنها تعلم أنها ذهبت إلى الهلاك. أول ما وقع نظرها عليه هو الشخص الملقى على الأرضية. اقتربت منه بخطوات متمهلة، ولكن ما إن اقتربت منه ونظرت إليه حتى فتح عينيه فجأة، وكانت عينيه بلون الأحمر البارز. لم يمهلها لتدرك، بل أمسك بعنقها بشدة في محاولة منه لخنقها.
أنت تقرأ
حقيقة مزيفة ( قيد التعديل)
Misteri / Thriller"قصر آثليت" ليس مجرد مكان للعمل، إنه بوابتك إلى المجهول. تدخل على قدميك، لكن هل ستخرج؟ بين جدران القصر تختفي الحدود بين الواقع والخيال، وتبدأ الأسئلة: من هم السكان الحقيقيون؟ وما سر العوالم المخفية؟ أشباح وأسرار وأحداث غامضة تقودك نحو شيء واحد.. شيء...