'كن وغدا لعينا...و سأكون شيطانا جحيميا..'
..............................................................................................................................
في غرفة مغلقة كان يجلس زعيم العالم السفلي بقناعه كالعادة و زوجته تقابله بإبتسامة ساحرة و شعرها الحريري ينسدل بأريحية على كتفيها..للآن لا يزال يستوعب كيف يجلس بجانبها و يلعبان الشطرنج منذ ساعة..و هي كانت تركز مع اللعبة كأن خسارتها ستكلفها حياتها.. بينما هو لم يسعه سوى الإبتسام لجمالية الفكرة...تلعب مع شخص اعتاد تحريك الناس كما يحرك ذلك البيدق بيده..تسع جولات فازت فيها بإثنان و خسرت الباقي امام وجه الكنغر هذا...كما تلقبه..
"أتعلم أنني وافقت؟"
جملة واحدة أيقظت حواسه ليطالعها من خلف القناع ...قد لا يتبين لها وجهه لكنها تعرف ان ملامحه منصدمة..و تلك كانت فرصتها لتغش في اللعبة و تستبدل حجره بخاصتها فتتغير نتائج اللعبة..
نظرة المكر داخل أعينها لم تخفى عليه فعلم ما الذي تفعله..تحاول إلهاءه لتربح و هو شيئ نجحت في فعله...و بعد ثوان صرخت تضحك:"أجل...جولة رابحة اخرى...هيا لنلعب مرة اخرى.."
قالت الأخيرة بحماس تصفق بيديها كأنها طفلة صغيرة تتوق لأخذ حلواها... في حين أنه تحدث و اخيرا بعد مدة من الصمت:
"ثلاث جولات مقابل سبع...لا ارى اي انتصارات هنا.."
اختفت البسمة من ملامحها تستبدلها بأخرى جادة ما جعله يظهر صف اسنانه من جديد...لا طالما عرف كيف يضغط على ازرار الناس و يقودهم للحافة باقل كلمة منه..و زوجته لم تكن استثناءا...كان يستمتع بقيادتها للحافة لانها تبدو أكثر جمالية عندما تغضب..كما يعتقد..
يتذكر كيف انه في إحدى المرات اثناء جلوسهم في مخبأه السري يشاهدون فلم رعب كما ارادت..سالها عن السبب فقالت له بكل بساطة 'البطل وسيم'.. و لأنه يحب انزعاجها يتذكر كيف انه كل مرة يظهر البطل على الشاشة كان ينتقده و ينعته بالقبيح و ان اي شخص احبه فهو ابله و اقبح منه..و ردة فعلها الجد طبيعية كانت انها حملت السكين و ضربت به التلفاز ثم دخلت لغرفته و كسرت كل شيئ تستطيع كسره..و عند خروجها ببطانية و وسادة ابتسمت له تنطق بلمعة مكرها 'لنرى من القبيح الآن..' و ذهبت لتنام على الأريكة..و عندما ذهب ليتأكد وجدها كسرت السرير و كل شيئ يصلح للنوم...فبقي الليل كله مستيقظ...
و مرة اخرى..عندما طبخت لهم العشاء و كان لذيذا و لانه يحب استفزازها بدأ بانتقاد الطعام لتحمل صحنه و تكسره ثم تمسك المزهرية و تبدأ بمطاردته في كل المنزل تشتمه بكل شتيمة تعرفها و هو يركض في كل الاتجاهات هربا منها..
لا مجال للتخيل..اعرف..
اين هي الهيبة؟ لا اعلم...!
أجل انها زوجته...
أنت تقرأ
جريمة مقدسة
Romanceإتصال واحد...هدف واحد...و شخصان في الواجهة... رصاصة قذفت منذ زمن غيرت مجرى عالم يحكمه القتل و الدماء..عالم حيث الرصاص يتكلم قبل اللسان...حيث الأرواح تزهق بالهباء... توقيع واحد سيلغي العذاب...سينهي عداوة دامت لسنوات....حيث سيتحد شخصان في مواجهة لعبة...