Walk towards you on a fine line____________________
علي رمال الشاطئ الخاص بفندق إلِيَّا في اليونان، كانت ماريا تجلس بثوبها الخفيف كثير الطبقات ذو القماش الشفاف وطبعات الورود الحمراء مختلفة الأحجام، تثني ركبتيها أمامها وترخي بجسدها عليهم بحيث رأسها تسقط بعشوائية علي ركبتيها ويديها تصل حيث أقدامها، شعرها يتطاير بعشوائية حولها وقرص الشمس الذي لازال يشرق يكمل المشهد المثاليتحيطها معدات التصوير المتطورة من كل جهة، كلارا تقف أمامها وتمسك بين يديها آلة التصوير ولا يُسمع سوي صوت التقاط الصور رفقة صوت الأمواج حولهم، بين حين وآخر تتحدث كلارا بكلمات مشجعة لـ ماريا التي كانت تغير وضعية جلوسها بعد عدة لقطات
كانت لاتزال السادسة صباحا، تلك أول مجموعة صور ولازال أمامهم مجموعتين، لازالت الأجواء هادئة في الصباح، رواد الفندق لم ينتشروا بكثرة علي الشاطئ مما أعطي لطاقم العمل حرية في التحرك دون قيود
صدح صوت المنبه من هاتف كلارا دليل علي مرور خمس وأربعون دقيقة وانتهاء المجموعة الأولي
_ عمل رائع ماريا
قالتها بعد أن أوقفت المنبه وأغلقت هاتفها وهي تنظر لـ ماريا التي كانت واقفة تعطي ظهرها للبحر، ثم التفتت تنظر لباقي الطاقم تقول بصوت أعلي وأكثر قوة
_ استراحة لمدة خمسة عشر دقيقة قبل أن نبدأ بتصوير المجموعة الثانية
ثم أعطت آلة التصوير خاصتها لمساعدتها قبل أن تخرج هاتفها لتعبث به قليلا وهي تسير علي الشاطئ
بينما ماريا فقد اقتربت منها إحدي الفتيات تضع معطفا ثقيلا علي جسدها وتساعدها في الدخول لغرفتها كي تبدل ملابسها
تركتها الفتاة تدخل الغرفة وعادت تكمل عملها .. بينما ماريا فور إغلاق الفتاة للباب خلفها وفي اللحظة التي أصبحت فيها وحيدة في الغرفة هي أطلقت العنان لأنفاسها التي كانت سجينة صدرها طوال الساعة الماضية
هم منذ وصولهم في الفجر حرص يوجين علي إشغال عقلها بفعل أشياء عدة، كـ اختيار الملابس المناسبة لجلسة التصوير وقصة الشعر التي تليق بها، جرها للحديث في أمور عشوائية حتي ينتهوا من وضع المعدات وتحضير المكان ليصبح جاهزا للتصوير، ولأنه الوحيد الذي يدرك حالة الإضطراب التي تعيشها هي فقد حرص علي مراقبتها والبقاء قريبا منها تحسبا لأي طارئ قد يحدث
وفي المقابل ماريا كانت ممتنة كونه لم يتركها وظل ملتصقا بها حريصا علي راحتها، حتي أنها وأثناء التصوير، وكلما سمعت صوت اصطدام الأمواج بالشاطئ تهتز عيناها بحثا عنه، وفي كل مرة كانت تجده يقف في الخلف، بعيد قليلا عن مكان جلوسها لكنه قريب من أفكارها وعقلها، يومئ لها بخفة كي تستمر دون الالتفات للأصوات حولها كأنه من مجرد النظر لها يدرك ما تفكر به وما تشعر
أنت تقرأ
MARIA | ماريا
Dragosteمزيج بين كبرياء النفس والحب ستحاول مرات كثيرة، وتتعثر مرات أكثر، لكن ستظل لامعة، مثالية واستثنائية أشواط تقطعها ولا تعلم الي أين ستصل وكيف لنفسها اولا واخيرا وليس لأحد، تحاول وتحاول وعندما تصل ستجد الكثير في انتظارها، ربما...