ذهب كل من الحظور للجلوس في أماكنهم أما أسينا فكانت جالسة في الأعلى مستعملة تقنية رفع الصوت السحرية لإيصال صوتها لمسامع حميع الحظور ... جلس كل من العروسين بجانب بعضهما يوزعان الإبتسامات هنا و هناك و كأنهما حقا على وفاق .... و ماهي إلا لحظات حتى تكلمت أسينا:
_ و الآن دور العروس في تقديم رقصتها.... آنسة كيان عليك بتجهيز نفسك في الحال..
وقفت كيان من مكانها و إتجهت إلى غرفة تغيير الملابس لترتدي الزي الخاص بالراقصات.... و ماهي إلا لحظات حتى أحست بشخص وراءها و ما إن إلتفتت حتى أمسكها من معصميها:
_ هل إعتتقدتي حقا أنني سأسمع لعروسي بالرقص في مكان يعج بالرجال؟....لا و بهذه الملابس المكشوفة!
_لكن هذه التقاليد!
وضع إصبع السبّابة على شفتيها و همس:
_ششش... سترقصين فقط لي عندما نكون وحدنا .. أما الآن فراقبي بصمت من بعيد و لا تغادري هذه الغرفة
ثم عاد إلى مكانه وجلس... و ماهي إلا لحظات حتى جاءت فتاة ملثمة الوجه ترتدي ملابس الراقصات و بدءت ترقص و تتمايل وتقترب من ترانيم على أنها كيان و إنطلت تلك الحيلة على جميع الحاظرين...ظلت كيان تشاهد ذالك من بعيد و أحست بشعور غريب ثم أدارت وجهها وقالت:
_لماذا أشعر بالإنزعاج ما شأني بهذا ...
و ماإن إنتهى العرض حتى عادت الراقصة أدراجها و خرجت كيان و جلست إلى ترانيم لا ترضى حتى النظر إليه...
بدء العازفون يعزفون كانت المعزوفة مألوفة بالنسبة لكيان كانت منسجمة معها و تحاول تذكرها إلا أن ترانيم قاطع :
_إن هذه المعزوفة لا تروقني غيروها
_"لاا إستمرّوا" ....هتفت كيان
نظر ترانيم إليها وهمس:
_توقفي عن عنادك... الجميع يشاهد هنا!
_لكنني أرغب بشدة بسماعها
_لا يمكن للملك التراجع في قراره
(كانت هذه المحادثة تدور بينما كان كل من العازفين و الحاظرين مشتتين و يودون بشدة معرفة المنتصر)
حتى تدخلت أسينا لتنتقم من أخيها و تضعه في موقف محرج:
_يبدو أن هناك منافسة بين الزوجين! من يُقبّل شريكه بطريقة أسرع سيكون من يقرر
إبتسم ترانيم لأنه يعرف جيدا أنها لن تجرء على تقبيله أبدا و قد حسمت النتيجة و ماإن حول بصره لينظر إليه و يسخر منها حتى شعر بشفتيها تلامسان شفتيه وكانت تلك من أكبر المفاجآة في حياته و تمنى أن يضل على ما هو عليه لكنها أنهت الأمر بسرعة و همّت بالإبتعاد ... إلا أنه جذبها و أكمل ذلك
كان جميع الحظور منبهرين بجرأة كلا العروسين ... و في الحقيقة أنهما لم يكونا واعيان بوجود أشخاص حولهم فلم يكن في عقلها سوى الفوز في المنافسة و لم يكن في عقله سوى الإقتراب منها ... و ماإن عادا إلى رشدهما حتى إبتعدى و كلاهما يحمران خجلا... كما إتفق الجميع على كونها أول مرة يرون فيها الملك بتلك الحالة إلا أنه هتف:
_لقد إنتهت الحفلة الآن
و وقف على الفور يجذب كيان من معصمها بقوة و هي تصرخ:
_ليس هذا ماإتفقنى عليه! أتركني دعني أسمع تلك المعزوفة
إلا أنه لم يجب حتى وصل إلى غرفته... دخل و أغلق الباب خلفه و بدء يتقدم نحوها... شعرت بالخوف و إكتفت بالإبتعاد عنه حتى أعاقتها حافة الفراش و سقطت فوقه و ماإن سقطت حتى إرتمى فوقها بدأت بدفعه بعيدا عنها إلا أنه قيد ذراعيها بيده بقوة فوق رأسها وبدء يفتح أزرار قميصه بيده الأخرى ...بدت نظرات الخوف تنبعث من عينيها و كادت الدموع تنهمر من يناها ...فقط عندها أفاق و عاد إلى رشده و قفز مباشرة مبتعدا عنها.... إنتهزت الفرصة للهرب من بين براثنه إلا أنه هتف:
_كيان لا تخرجي! أنا آسف... لقد أفقدتني السيطرة تبا لك ... كدت أخالف الميثاق اللذي بيننا بسبب قبلتك! عودي إلى هنا من التقاليد أن نمظي الليلة معا ... لو رآك أحد ستنتشر الشائعات...
_أنت.. أنت وحش!
و تقدمت إليه و أخذت تضرب صدره الخشن بقبضتها الصغيرة و هي تصرخ:
_غبي! غبي! غبي!
ظل واقفا يتقبل ضرباتها بصدر رحب ثم أمسك معصمها و همس في أذنها:
_لو إستمريتي في هذا الأمر أضن أنه لا بأس بمخالفة الإتفاق... بعد كل شيء أنتي من تختبر صبري و تفقدني السيطرة
توقفت عن ضربه و هتفت:
_كنت مخطئة في الوثوق بحقير مثلك!
_حقير؟....هل تريدين تجربة ما يفعله الحقير؟
نظرت بعيدا متجاهلةً له فإستلقى على السرير و ربت بيده على جانب السرير الآخر:
_تعالي إلى هنا دعينا ننام
_هل تظن حقا أنني سأنام بجانبك؟ أفضل البقاء مستيقظة و أنا واقفة على ذالك...
_ ها ... هكذا إذا !
كل ما قامت به هو رمشة واحدة من عينيها حتى وجدت نفسها نائمة بين ذراعيه فقد جلبها بسحره ... كانت تود مقاومته حقا... إلا أنه لسبب ما شعرت بالراحة شديدة بين ذراعيه فإستسلمت للنوم
أنت تقرأ
بين أحضان غابة ترانيم
Fantasiaكانت كيان تعيش حياة بسيطة مع والدها و أختها الصغرى في منزلها المستفرد في الغابة إلى أن تنقلب حياتها رأسا على عقب منذ مرض أختها...