إنها إستثنائي الوحيد

20 3 5
                                    

إبتسم ترانيم لسماع ذلك و أجاب:
_هل أنت متأكد؟
_نعم لقد رأيت ذالك بعيني هاتان! ... إنها تحبني أيضا!
_لقد قمت بتذكري! لقد نسيت معاقبت كل منها هي و الحارس! إنشغلت بكياني و نسيت ذالك
_ماذا ؟ إنها فتاة أحلامي ! أرجوك إصفح عنها لأجلي أرجوك!
_لا إستثناء لدي ! كنت أفكر بقطع رأس الحارس و طرد الخادمة
_أنا أترجاك! لا تفعل ذالك إنني أحبها...
زمجر ترانيم في غظب و إشتد إحمرار عينيه... عندها إنحنى سوار و غادر الغرفة و الهم بادي على وجهه..
جلس ترانيم إلى مكتبه و أمر بإستدعاء قمر و الحارس
   
                       *************

كانت قمر جالسة إلى كيان يتجاذبان أطراف الحديث و كأنهما صديقتان حميمتان حقا.... و ماهي إلا لحظات حتى طرق الباب بقوة
_أدخل
دخل حارسان ببنية ضخمة جذبا قمر دون أن ينطقا بكلمة حتى بأمر من كيان لم يتوقفا ... إتجه كل من الحارسان و قمر بإتجاه غرفة ترانيم و لحقت بهما كيان جريا... قاما برمي قمر إلى داخل الغرفة أرادت كيان الدخول أيضا إلا أن أحد الحارس دفعها بعيدا فأصدرت حبالها الصوتية صرخة من شدة الألم و أغمضت عيناها خوفا ... عندها أحست بيدين دافئتان تمسكانها و صوت حنون يقول:
_إياك و فتح عينيك!
و حملها و أدخلها في هدوء إلى الغرفة ... ظل الحارس الثاني مصدوما من هول ما رأى فقد خرج ترانيم على الفور عند سماع صراخها و قام بتقطيع الحارس اللذي دفعها بيديه المجردتان في لمح البصر بشكل فخيف كالشيطان ... ثم عاد كالملاك ليعانق محبوبته ... طالبا منها إغماظ عينيها كي لا تصاب بالهلع من بشاعة المنظر ..
ثم أردف ترانيم:
_يمكنك فتح عينيك الأن
فتحت كيان عينيها لترى كل من الحارس و قمر مقيدان يجثيان على الأرض
_لماذا هما هنا؟
_هل تظنين أن الأمر سيمر بسلام؟ لقد خانني كل منهما! لا بد من أن ينالا عقوبة مناسبة
_لكن...لكن...
_أصمتي!
_ أرجوك إصفح عنهما!
_لا إستثناء!
إغرورقت عينيها بالدموع و نظرت إليه و صرخت:
_أنا من أمرتهم! أنا السبب ! أنا من خطط إلى ذالك ! إن كان يوجد شخص هنا يستحق العقاب فهو أنا... لا ذنب لهما!
لمعت عينا ترانيم و نظر إليها بإبتسامة مخيفة :
_هل ستتحملين المسؤولية؟
_أجل!
نظر الملك إلى المذنبين و قال:
_لقد صفحت عنكما ! يمكنكما المغادرة!
غادر كل منهما في خوف يلتفتان إلى كيان قلقان عليها
تقدم ترانيم في إتجاهها يفك ربطة عنقه بعنف:
_يال جرأتك!
تراجعت كيان بضع خطوات إلى الوراء في خوف شديد فإستطرد:
_ماذا؟ أين هي شجاعتك الأن؟ ألم تقولي أنك ستتحملين المسؤولية؟
_بلى
و وقفت مغمظة عينيها لا تتحرك... واصل ترانيم سيره إليها ثم عانقها بقوة:
_تبا لك! هل تعتقدين أن بإمكاني إيذاءك
و مسح شعر رأسها بلطف و أردف:
_ تبدين جميلة حين تتظاهرين بالشجاعة!
إحمرت كيان خجلا و لم تستطع السيطرة على ذراعيها ... عانقته هي الأخرى و الدموع تتناثر من عينيها:
_ماذا عنهما؟ ماذا ستفعل لهما؟
إبتسم حين ملامسة ذراعيها الناعمتان جسمه و أجاب:
_لقد صفحت عنهما لأجلك!  توقفي عن البكاء و إلا غيرت رأيي
مسحت الدموع من عينيها و نظرت إليه مبتسمة:
_شكرا لك!

                      *************

عادت قمر تمشي في حزن شديد حين أحست بيد تجذبها و تقفل فمها...
_ششش... لن أذيك فقط إلتزمي صمت سأخبرك بشيء!
و ماإن رفعت عيناها حتى أبصرت وجه سوار... أومأت برأسها ... عندها أبعد يده عن فمها و أخذ نفس عميقا ثم قال:
_أنا أحبك... أعلم أن الملك طردك من القصر ... هيا نهرب ولنعش سويا! أعلم أنك تحبينني أيضا!
تحولت بشرتها الحنطية إلى اللون الأحمر و أجابت:
_م..ما..ماذا؟
_أعلم كل شيء لا تقلقي!
_لكن الملك لم يطردني ! و لم يعاقبني حتى... الفضل يعود اللآنسة كيان ستنال العقوبة بدلا عنا!
_ااه إذا لا داعي للهرب هذا جيد...
_لقد..قلت أنك تحبني ... هل هذا صحيح ؟
إحمر سوار خجلا لأنه تسرع في الأمر و غادر جريا و هو يقول:
_إلى اللقاء أراكي لاحقا!
ظلت تراقبه حتى إختفى عن ناظريها و إبتسمت و أكملت طريقها تفكر بما قد يجري لكيان ... بينما كانت كيان تعانق الملك اللذي يخشاه الجميع....
بعد عناقهما نظر في عينيها و قال:
_كيان منذ تقابلنا أنتي لم تنعتيني بأي إسم ...كل ما نعتني به كان شتائم
_سأناديك بأيها الملك إذا!
_لا تكوني رسمية جدا... ناديني بإسمي دائما!
_لكن جميع من في القصر لا ينادنك بإسمك المجرد أقربهم هي الآنسة أسينا فهي تناديك بإخي
_لكنكي إستثناء ... أريد سماع نغمات شفتيك تلفظان إسمي... قوليه الأن!
إرتسمت على فمها إنثناءة لطيفة و همست:
_ترانيم ...
_نعم هكذا تماما...إسمحي لي  لدي الكثير من العمل الأن ...نلتقي ليلا!
وقفت كيان و عادت إلى غرفتها في هدوء ...عندها تنهد ترانيم وقال:
_لقد نبست بإسمي...مالي أسعد و كأن الجنة بين يدي!
ثم إستلقى على السرير ينعم بتذكر صدى صوتها ...

بين أحضان غابة ترانيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن