الفصل الخامس

54 6 20
                                    

الحياة ليست ممتعة بتاتا .

فخاصتي لم تكن بذلك الشيء الكبير ،
لا أتذكرها حتى .
لكني واثقة أنني لم أرضى عنها تماما و لا عن نفسي أصلا .
   عندما كنت صغيرة أنا واثقة أنني عانيت تحت إسم 'المنفعة العامة' .
أين تكمن المنفعة العامة في القيام بتجارب على طفلة تبلغ من العمر 14 سنة ؟
ما هذا إلا هراء ، لذلك هربت و هذا كان أسوء مما سبقه .
في تلك المدينة الغاشمة التي لا ترحم أي أحد و أين تم إستغلالي من طرف الجميع ، عجزت عن إستخدام السحر لوقت متأخر من طفولتي.
كنت دمية في أيدي كل من رآني .
قاومت وقاومت و ما أدى هذا الى كسري أكثر فأكثر .

...

كانت المرة الأولى التي رأيت فيها حقيقة البشر عندما كنت 7 سنوات ، لا أتذكر أين كنت أعيش أو إذا كنت أعيش مع أحد أصلا ، جل ما أتذكره هو ذلك الجندي الذي اردح طفلا أصغر مني سنا الأرض جثة هامدة فقط لأنه عبر الطريق خلال مرور الموكب الملكي من هناك .

البشر هم الأسوء أليس كذلك ؟

لم يتركوا خطيئة إلا وتفننوا في القيام بها .

أنواع و أصناف مختلفة من البشر إلا أن النواة واحدة

لايزالون مخلوقات مصنوعة من الجشع .

يخفون الحقيقة و ينشرون الكذب ، يستصغرون الشجاع و يعلون من قيمة الجبان .
التعامل معهم أشبه بالتعامل مع الشيطانين بل أسوء .
كم كرهت تلك الفترة التي عشت بها تحت وطئة الظلم و الإستغلال .

لا أتذكر كيف استيقظت قوتي في استعمال السحر و لا كيف أتقنتها ، اتذكر انني كنت أعمل في الامبراطورية كساحرة مختصة .
لكن ، ماذا كنت أعمل ؟
لا أستطيع التذكر .
ولا حتى متى رحلت الى القرية .
و كأن أحدهم سرق ذكرياتي.

...

كنت أحب الإنعزال عن البشر رغم ثقتي التامة أنني مثلهم ، إلا أنني لم أحتمل فكرة أن أكون بجانب كائنات تعتمد حياتهم على انتهاز الفرص وابرام الاتفاقيات

لم يكن أي منهم على سواسية مع الآخر

القوي يأكل الضعيف ، والحساس يطرد بحلول المساء .
في تلك القرية كانت الأمور مختلفة قليلا ، وجدت أنها كانت نقية تقريبا من أي خطايا . ليس نقية تماما لكن نسبة الشر بها تكاد تكون منعدمة ، كان سكانها يعيشون في تناغم و ود . كانت التعريف الحقيقي ل

"الواحد للكل والكل للواحد"

طبعا أنا لست جزء منها لذا تم تجاهلي كالمعتاد إلا أن هذا لم يزعجني البتة ،
فهم لم يستغلوني قط بل كانوا خائفيين مني ؟.

 ' وَرقةُ خَريفٍ 'حيث تعيش القصص. اكتشف الآن