هنالك ظلٌ طويل يستمر بالظهور بجانب الباب، يستمر بالازدياد في كل يومٍ يمر.كان يستمر في التحديق به لوقتٍ طويل، بعض الليالي لم يهنأ بالنوم بسبب تفكيره به. لقد حاول وضع ضوء الطاولة في مكانه، لكن الظل يزداد حدةً لا أكثر.
الظل كان أشبه بظل شخصٍ يقف هناك، لكنه لم يرى أي شيءٍ سوى ظلمةٍ مريبة. أصبح ينام دون إطفاء الأنوار.
في أحد أيامه الدراسية المعتادة، حصل شيءٌ غير اعتيادي.
لقد حصل على درجةٍ سيئة في اختبار العلوم، الذي قضى ليلة الاختبار وهو يحاول استكشاف الظل المريب الذي يقبع في مكانٍ غريب.
اختباره لم يكن صعبًا كما اعتقد حينها، واعتقد فعليًا أنه سيحظى على درجةٍ جيدة، لكن نقص خمسة درجات لم يكن جيدًا أبدًا. بل كان محرجًا كذلك، هو الأفضل في الصف دومًا، لماذا وجب أن يخطئ الآن؟
في طريق عودته للمنزل، لمح شيئًا أحمر يسير بين الأشجار المكتظة والتي كانت تكسر ضوء الشمس على مدى الطريق، والحركة بين الأشجار التي تتبعه حتى وصل لمنعطف منزله، جعله يشك بأنه قد يكون حيوانًا شمّ رائحة الطعامٍ في حقيبته؛ فهو لم يستطع أكل غدائه بسبب انسداد شهيته.
تجاهل الأمر وهو يستمع لضربات قلبه في ازدياد، متجهًا لبوابة منزله، وبالفعل يستطيع سماع توبيخ والدته لوالده الكسول.
هو معتادٌ على ذلك بالفعل، لكنه ربما سيتلقى التوبيخ من والدته. لطالما أحبت أن تراه المتفوق في صفه، قائلةً أنه «يمشي بخطاها وليس خطى والده».
لكن ليس اليوم.
«لقد وصلت.» قال بصوتٍ عاديّ، متمنيًا ألا يسمعه أحد ويستطيع الذهاب لغرفته بسلام دون تحقيق والدته معه عن النتائج، رغم علمه بالفعل أن المدرسة ترسل رسالةً لأولياء الأمور عن نزول النتائج.
«آه، لقد عدت.» نطقت والدته بصوتها الجاف.
اتجهت لتجلس على الأريكة بجانب والده وهي لا تزال بزي عملها، وأشارت له بالقدوم، تقدم دون مقاومة، لكن بخطًى متثاقلة.
«لقد أتتني رسالةٌ أنه تم نزول النتائج، أرني ما حصلت عليه.» سألت مباشرةً وهي تترقب إخراجه لأوراق اختباراته بفارغ الصبر، وربما كان يجب عليه معرفة أن الأمر لن يكون جيدًا من طرق كعبها القصير على الأرضية بعجلة بينما هو يجلس على الأريكة، لكنه كان ساذجًا لاعتقاده أن الأمر سيمر بكل سهولة.
ازدرد ريقه بينما يعطيها الأوراق، هو حصل على نتائجٍ مكتملة في جميع المواد عدا العلوم، ورغم أنه أراد القول أن لا بأس بذلك، إلا أنها أسوأ مادة بالنسبة إليه، ويضطر للمذاكرة لأجلها كثيرًا.