زَهـْـــرَتـِـــي || ١١

196 25 41
                                    



" ها أنت ذا تدوس قصرنا مجدداً .... جون "

هتفت السيدة المسنة الجالسة عند رأس الطاولة .

طاولة كبيرة مستطيلة الشكل بتصميم عصري فريد ، مع عشرات الكراسي المصطفة على جانبيها .

عجوز غزى بياض الشيب رأسها و مع ذلك فشعيراتها مصففة بعناية ، حول عينيها ذوات النظرة الجامدة العديد من التجاعيد التي تنتشر في تفاصيل وجهها شديد البياض ، ترفع رأسها بتعالٍ بينما تزم شفتيها بلؤم .

لا تبدو لطيفة البتة ، و الظاهر انها لن تكن جميلة ايضا في شبابها .

وجهها يحكي قصائد من القسوة و الصرامة ، ملامحها تنم على الحزم و اعلى مستويات الانضباط ممزوجة بشراسة واضحة .

و بالرغم من بشاعة ملامحها ، الا انها من النوع الذي ينتقي بدقة ما يرتديه ، تعشق الفخامة و الاشياء المبالغة في الترف .

ذات الزمرديتين لم تفهم ما نبسته تلك العجوز ، و لكنها شعرت أنها لم تكن ترحب بهم .

لاحظت تلك العيون التي ترمقها بدقة بل تكاد تخترق جسدها ، هم اولئك الشباب الخمسة الجالسين على جوانب الطاولة رفقة اختهم .

لاحظت ابتسامة زوجها التي يظهر عليها كامل السخرية الممزوجة بالاستخفاف .

منذ دخوله للقصر الذي لم يطأه منذ ما يقارب الخمس سنوات ، عادت به عاصفة من الذكريات الى ماضٍ دفين عاشه بداخل هذه الجدران .

و ما تذكره ساهم في جعل ابتسامته تصبح اكثر سخرية ، تذكر ذاته القديمة و كم كان صغيراً و ضعيفاً هنا .

" أليس هذا مكاني الأصلي ... جدة بياتركس ؟"

نبس بلغة لم تفهمها الصغرى ، و لكنها لاحظت شفاة العجوز المزمومة بانزعاج ، لم يبدو عليها كونها مسرورة بوجودهما هنا .

تقدم الرئيس بضعة خطوات ينحني بطريقة نبيلة بينما يحافظ على تلك الابتسامة المستفزة على شفتيه .

قام من انحناءه يشير الى زوجته بالتقدم ناحيته .

" أقدم لكم زوجتي .... جيون لوريا "

قدمها لهم بهدوء تحيطه هالة من الرزانة و الوقار بالرغم من الابتسامة المستفزة المتمركزة على شفتيه .

نظر اليها لينبس بالكورية بينما يشير لتلك العجوز الشمطاء التي ترمقها باستخفاف

" الجدة بياتركس زوجة الرئيس السابق أنطونيو فيليب "

انحنت كما فعل جيون للجدة ظناً منها انه نوع من التحية لديهم .

زَهـْـــرَتـِـــي || J.JK ⛓️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن