رقصة

80 5 1
                                    

تجهز الجميع لهذا اليوم الموعود ، يوم افتتاح الفندق الذي طالما كانت منتشرة إعلانته لأشهر في كل مكان فندق اسمه الفندق الذهبي، و كان فعلاً اسمه يليق به فالفندق هذا حسب التقييمات يعتبر أفخم فندق قد بني في لوس أنجلوس إن لم يكن الأفخم في أمريكا كلها.
الجميع يتبارى من فيهم صاحب أفضل إطلالة ، الكاميرات تصور الحدث و الجميع فرح بهذه المناسبة.
بينما أولئك يتبعون التعليمات الموجهة لهم في محاولة إنهاء ذلك الشخص.
هي فقط رصاصة واحدة و تنهي كل شيء.
تجهزوا و كل واحد منهم في موقعه حاملاً سلاحه ، منهم مسدسات و هم من كانوا في داخل الفندق و منهم قنصات و هم من كانوا خارج الفندق يراقبونه من سطح العمارات المجاورة.
كل هذا في سبيل إنهاء ذلك شخص.
لم يكتفوا بهذا و حسب ، بل و وضعوا داخل حذاءه جهاز حساس لأشعة مفعلة للقنابل ستفجر المكان.
شعر فعلاً بالخطر يحيطه مباشرة بعد أن دخل باب ذلك فندق، و قد عرف فعلاً ما يحيط به.

Flashback :
" قلت لي أنهم يطاردوك إذاً ؟"
" عمر ، بعد كل هذه السنين ما زالوا يريدون الانتقام لما ؟"
" لست بمتأكد لما ، لكن لا تخاف أحمد ، هذا عملي و ساكتشف هدفهم الحقيقي لاحقاً ، لكن الآن ، خذ هذه النظارة و ألبسها عندما تحس أنك بحاجتها."
" لكنها تبدو كنظارة طبيعية."
" تبدو ، لكن عند تجربتها ستعرف فائدتها صدقني ، قضيتي منذ سنين هي قضيتهم و أعرف معظم مخططاتهم ستفيدك حقاً."
" على كل حال أشكرك عليها."
The flashback ended

نعم عرف بأمر القنابل بسبب تلك النظارة التي من ميزاتها أنها تجعل منه قادرة على رؤية أنواع مختلفة من الأشعة و هذا ما جعله يفكر بما يريد فعله كل الوقت.
" أحمد ؟ هل أنت هنا ؟
في كل مرة نجرب شيء جديد ستغرق في أفكارك هكذا ؟
هيّا عزيزي لا شيء لتقلق بشأنه."
قال لها بنبرة منخفضة :
" لا ، يوجد شيء لأقلق منه."
" ما الذي تقصده ؟"
ثم عاد إلى نبرته الطبيعية الحيوية :
" لا شيء ، إذاً فتح البوفيه ؟"
" ما تفكر به هو بطنك كل هذا الوقت ؟
لكن معك حق ، عشقي الأكل و نعم قد فتح لذلك كنت أريد منك أن تستمع إلي."
" تقول عني أنني أفكر ببطني و هي مثلي."
" أخرس !"
ضحك ثم قال :
" لنأكل على كل حال."

استطاعت أخذ وقتها في تجهز لهذا الحدث بعد عملها لأنها زوجها ليس في البيت.
كل هذا لتلفت أنظار حبيبها كي يراها أجمل من زوجته في هذه الليلة رغم أنها صديقتها !
و من أوائل الناس الذين رأتهم في هذا الحدث هي صديقتها ماري.
" أهلاً ماري اشتقت لك."
" تبدين رائعة بهذا الفستان يليق بك."
" مثلك تماماً."
" أوه شكراً لك."
ثم تأتي مجموعة من أصدقاء ماري و يتحدثوا معها.
في هذه اللحظات تلمح صديقة ماري حبيبها الأشقر و هو يشير لها من بعيد أن تلحق به.
كان يرتدي بدلة تليق به جعلته في غاية الجاذبية بالنسبة لها.
لحقت به إلى سطح :
" لم أراك منذ وقت طويل عبد الله تبدو في غاية الأناقة."
" تبدين أيضاً رائعة كايرا."
و يخرج لها من خلف يديه وردة الجوري و يقدمها لها.
" منذ سنين و أنا أحلم بهذا اللقاء ، و مثلما وعدك سنكون مع بعض قريباً."
تأخذ الوردة ثم تتحدث معه بخجل :
" أوه ، كم أنت لطيف !"
تنظر حولها قليلاً ثم ترى الرجال الذين على السطح و معهم القناصات خافت و سألته :
" انظر ، من هم أولئك ؟ هل يمكن أن يؤذونا ؟"
" لا ، لا تخافي ، أنهم فقط بعض من أصدقائي لن يجرئوا على أذية أحد منا و لن يؤذوكي إن كنتي معي."
" لكن لما هم هنا..؟"
يضع إصبعه على فمها و يقول لها بصوت منخفض :
" هش ، هذا لا يهمنا الآن."
و يكمل بنبرة عادية :
" أعدت لنا طاولة خاصة بنا في الجوار ، تريدين الذهاب إليها ؟"
" طبعاً و لما لا ؟"
و ذهبا معاً لها.

بدأ الموجودين في الافتتاح و خصوصاً المتزوجين يتجهزون لفقرة الرقص البطيء ( سلو دانس) و منهم صبا و أحمد الذين صدموا الجميع بإطلالتهم.
فصبا كانت ترتدي فستان طويل واسع لونه بنفسجي غامق و لديها قناع على وجهها بلون الفستان و مكياجها كان متناسقاً مع لون الفستان و القناع.
و زوجها أحمد كان يرتدي قميص أبيض و بدلة سوداء فاخرة تليق مع طريقة تصميم فستان زوجته و أيضاً كان لديه قناع لكنه معلق بعصا و هو يحمله معه ليضعه على وجهه وقت الرقصة بسبب ارتداه للنظارات.

" أهناك شيء ينقصك عزيزتي ؟"
" لا عبد الله."
" إذاً انتظريني هنا أنا ذاهب إلى المرحاض ، بضعة دقائق و أعود."
ذهب طحان لكن ليس للمرحاض بل نزل إلى الطوابق الأخرى ليتفقد الخطة.
و بينما كان يتجول رأى واحد من الذين داخل الفندق من الخطة ، و لكن الغريب به أنه يرتدي كمامة و اخفض رأسه عند رؤية طحان.
لم يكترث طحان للأمر كثيراً و نزل ليكمل مهمة التحقق من الأمور.
" يظن أنه ذكي ، هو ذكي لكن ليس لهذه الدرجة."
قال صاحب الكمامة ذاك و ذهب ليكمل المهمة التي جاء من أجلها إلى هنا.

بدأت فقرة الرقص و عندها كان ما يفعله أحمد أثناءها هو تجنب اختراق تلك الأشعة و بكل احترافية يمسك يد زوجته و يرقص معها و لم تلمس قدمه أياً من تلك الخطوط الحمراء المرئية له.
على اغنيتهم المفضلة أكملوا الرقصة طاقتهم تزداد حتى و أثناء بدء إطلاق النار لم يتوقف عن الرقص معها ، الجميع خاف من عداه حتى أن أحد الرصاصات جاءت في المساحة التي بين بينهم و جرحت ذراعه هو لكنه أكمل، إلى أن أصابوا أشخاص أخرين و ظنوا أنه واحد منهم لكنه لم يكن و هربوا جميعهم لأنه و بالطبع سيتصل أحد على شرطة المدينة.
الزجاج تكسر و ملأ القاعة ، الناس بعضها أصيبت و البعض الأخر هرب.
و صبا كانت خائفة جداً و غاضبة من أحمد في نفس الوقت ، صحيح أن ما وضعها به كان مشهد رائع لكنه كان خطر جداً.
لم تقول له أي كلمة و ذهبت غاضبة و هو لحقها بعد أن وجد أن الأشعة قد ذهبت.

Flashback :
في أثناء تلك الرقصة كان ذلك صاحب الكمامة يسجل الملاحظات ، يلتقط الصور و يسجل الفيديوهات و حتى يتبع المجرمين أصحاب الخطة ليسمع خططهم و يعيقها.
و لأنه خبير متفجرات استطاع تعطيل القنابل قبل بدء الرقصة.
و بعد رقصة راقب أحمد من بعيد و قال في نفسه :
" لو أنني لم أعطل تلك القنابل كانت حالته قاسية الآن."
و أكمل طريقه في تفقد المكان.

خلا المكان من الناس و هو ما زال ينتظر وصول أصدقاءه الشرطة إليه.
حتى أتى شخص من خلفه و قال له :
" لم أتوقع أنك هنا عمر."
و التفت إليه و وجد أنه طحان ثم يكمل طحان حديثه :
" عرفت أنه يوجد شيء مريب بخصوص وجودك ، لكن لم أتوقع مجيئك أنت بحد ذاتك.
ألم تسأم من مواجهتي ؟"
" لما أسأم ؟ أساساً هذه البداية."
" حقاً * ضحكة سخرية * صدقتك."
ثم يلاحظ مجيء الشرطة للمكان الذي هو فيه.
" أعتقد أنه وقت المغادرة ، لكن سألقاك مجدداً و ستكون أخر مرة ألقاك فيها حي."
و ذهب في سبيله.
" يبدو أنه اختار أن يتحداني ، هذا خياره منذ سنين و لم يغير رأيه."
نتبع في الجزء القادم ✨

The Files 2 : The revegne | الانتقام  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن