سأصير وحشا

280 25 1
                                    


قانون الغابة إما أصطادك أو تصطادني لكن قانون البشرية إما أدمرك و أنجح أو تغدرني فأخسر .
لا أمل من البشر هذا ما إكتشفته في القرون التي عشتها ، تجسدت في كل الأشياء الجامدة و الحية بدئا من الحجر ، لكني لم أصر إنسانا...
هاهو يفتح عيناه من جديد في عالم جديد مليئ بالغرائب و العجائب
" يبدو أني في جسد حي "
كانت تلك الإمرأة الجميلة بجانب السرير البشري الذي أستلقي فوقة تبكي ، سرير بشري ؟
... : عش من أجلي..أعتذر! أمك تعتذر! آسفة سأشتاق لك..أنا أحبك كثيرا ، أكثر مما تتوقع..آسفة!
" أمي ؟ لحظة.. "
رفع الرضيع يده عاليا و كانت الصدمة...
" أنا بشري... "
أمسكت المرأة يد الطفل و قبلتها طويلا بينما أجهشت بالبكاء كانت خصلات شعرها البيظاء الغير الإعتيادية ملتصقة بوجهها من كثرة البكاء ، و رغم أن ما بداخل الطفل غير بشري فقد احس بتلك العاطفة اللتي تملكت قلبه ، أحب لمستها بشدة...لدرجة البكاء ، حيث أجهش الطفل بالبكاء إنتبهت المرأة فحملته و إحتظنته بشدة
... : آسفة ، أصغيري يتألم ؟
كانت رائحتها الدافئة تجعل الطفل يرغب بإغلاق عينيه لعالم الأحلام لكنه لن يرغب في ترك الشخص الوحيد الذي أحس بعاطفة تجاهه فبقي متشبثا بملابسها بقوة ، حين دخل رجال بقوة دون مقدمات لتبتسم المرأة لطفلها دون الإلتفات ثم تظعه في مهده ثانية فتفك تلك القبظة الظعيفة من ملابس المرأة و تحت نظرات الطفل المصدومة قامت المرأة من جانبه بعد أن مسحت علي رأسه بلطف و وظعت الغطاء فوق جسده نحو الرجال الذين قاموا بإخراج سيوفهم نحوها...مد الطفل يده نحوها...
" أنتِ ! ه-هم ... أ-انتم ! م-ماذا تفلون...؟ "
ليرفع أحدهم سيفه الذي إخترق بطن المرأة في لحظة...لم تقاوم المرأة بل تراجعت بتثاقل ثم خطت نحو الطفل بترنح فتقبله علي جبينه الذي تلوث بالدم الذي بدأ يسيل من فمها و تخرج دموعها ثانية
... : أ-أمك آسفة...وداعا
ثم تسقط مستندة علي السرير الصغير الذي إحتوي طفلا مصدوما لا يتحرك ...
نظر أحد الرجال لجثة المرأة الميتة ثم الطفل بكل برود ثم خرج مع باقي الرجال
" إ-إنها...ربما أستطيع إنقاذها إذا صرخت ليأتي أحدهم...لكني لا أشعر بنبظها...أ-أرجوكم أحدكم..."
ليلتها علي صوت بكاء الطفل في كل أنحاء القصر الهادئ...تحت ظوئ القمر غرفة...غرفة مليئة بأحزان...ليست نهاية الأحزان بل بدايتها...

مرت 5 سنوات

و مرت السنين في لمح البصر...جلس ذلك الطفل ذو الخمس سنوات فوق نافذة غرفته يسترجع ذكريات سنينه الغير مرغوب فيها...
حيث إكتشف أنه إبن شرعي لملك إمبراطورية عريقة ، إمبراطورية لن تجرأ القارة علي لمس شبر منها...لها تاريخها السوداوي الخاص
تعرف هذه العائلة الحاكمة بتعاونها مع الشياطين منذ قديم الزمان كأول حاكم حكمها ، وظعت شروط من قبل الشياطين علي هذا التعاون...
[ أولها ' سيتواصل التعاون الشيطاني إلي الأمد
ثانيها ' كل حاكم يوظع علي العرش لن يقدر حتي لو أراد علي إنجاب أكثر من سبعة أطفال ليحتوي كل منهم شيطانا من أعظم شياطين العالم الذين يعرفون بإسم الخطايا السبع المميتة أيضا
ثالثها ' ما أن يولد طفل يحتوي نفس قابلية شيطان الملك سيذهب الشيطان إلي إبنه ما أن يقدر علي فهم و إحتواء شيطانه و قوته
رابعها ' سيكون للأبناء الغير شرعيين كأبناء إخوة و أبناء العم و الخالات شيطان ، لكنه لن يكون من الخطايا السبع المميتة سيكون من الخطايا الخفيفة و هكذا لا يفقد عرق الشياطين وجوده ]
منذ أول حاكم الامبراطورية لم يظهر شيطانه بعلزوب ( الشراهة ) لأي من الأبناء الشرعيين للسلالة المالكة لذا إستسلم الجميع في رأيته حتي أن هناك من إعتقد أنه مات أو إختفي...إلي أن ولد الإبن السابع ذات يوم و كان بعلزوب قد إحتواه منذ الولادة ليس كباقي الأطفال حيث يفعلون ذلك إبتداءا من سن الثالثة
" كان ذاك الطفل أنا "
رغم ذلك لم أعامل بطريقة حسنة...فهناك نبوأة تقول أنه ما أن يظهر بعلزوب ثانية سيقوم دمار علي القارات و لن يسلم أحد...دخلت خادمة في تلك الأثناء تحمل صينية الطعام للطفل حيث وظعتها فوق الطاولة ثم غادرت
" الإنسان المدعو أبي أي الملك متزوج بأربع نساء ما عدا أمي... "
فكر بذلك عندما وقف من مقعده و توجه نحو صينية الطعام التي رمقها ببرود
أرثر : بعلزوب
و فجأة ظهر رجل في قمة الوسامة له شعر أسود كسواد الليل يصل حتي خصره بعينين حمراوتان كالدماء و بشرة بيظاء ناصعة ، نظر للطفل أولا ثم للطعام أمامه
بعلزوب : ماذا ؟ بفت أسممو لك طعامك مرة أخري ؟ هههه لو لم أكن موجودا لصرت هيكلا عضميا حيا هههه!
أرثر : أصمت و فكك السم
تقدم بعلزوب نحو الصينية و رفع يده ليستعمل تعويذة ثم يقول
بعلزوب : إنه محرر ، يمكنك الأكل
جلس أرثر علي الكرسي و شرع في تناول الطعام ، كان بعلزوب متئكا علي النافذة بيدين متقاطعتان فوق بطنه حين قال
بعلزوب : ألم تمل من الجلوس في غرفة فارغة يا فتي ؟ تنتظر وصول الطعام المسموم كل يوم دون فعل شيء
أرثر بينما يأكل : لا يسمح لي بالخروج
بعلزوب : أتنوي التعفن في غرفة إذا ؟
أرثر : لا ، قريبا ستمل الزوجة الأولي من لعبة السم هذه و ستخرجني بنفسها
قال ذلك حين طرقت خادمة الباب فإختفي بعلزوب عندما دخلت و أخبرت الطفل أن والده الملك يطلب قدومه و ما أن خرجت حتي ظهر بعلزوب ثانية بنفس الوظعية و نظر نحو الباب بحاجبان مرفوعان
أرثر : و كأنها سمعت محادثتنا ، إذا كانت ترغب في تدميري سوف أقتلها مع كل من تعرف هذه هي لعبة البشرية التي طورتها بنفسي...

خطيئة...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن