Crazy Doctors | جنون الأطبَاء

2- | سُترَة جلديّة |

❆ ❆ ❆
- هل تعرف ماهو الإدراك المؤلم ؟
- نعم، إنه فن رؤية الحقيقة بينَ ظلال الأوهَام.
❆ ❆ ❆
Dr. ORCHID
❆ ❆ ❆

" ليتكِ ذكرتِ مليون دولار بدلًا منه، أوركيد. "

رفعت أنظاري من هاتفي إلى ماوس الذي امتلأت ملامح وجهه بالاشمئزاز ، نظرت إلى مُحيط بصره... دونَ أن أرى نفسي بالمرآة تأكدت من تحوّل ملامحي إلى قناع نفور و أنا أراه ينزل من سيارة الإسعاف بكل هدوء ، و يمر سرير الإسعاف بجانبه مع بقية المسعفين يُحيطون المريض ، يرتدي قميص أسود قطنيّ و سترة برتقالية فاقعة مزودة بعواكس ضوئية لضمان رؤيته في جميع الظروف ، و كما هو الحال تحتوي سترته على عدّة جيوب لحمل الأدوات الطبية ، كالقفازات الطبية و أجهزة القياس.. و بنطاله مصنوع من مادة متينة مثل النسيج المقاوم للتمزق وكان أزرق داكن ليتناسق مع سترته الفاقعة ، و أحذية بيضاء من النظرة الأولى تعرف أنها مُقاومة للانزلاق لضمان الأمان الأمثل أثناء التحرك في ظروف متخلفة ، لم يكن يرتدي قبعة المسعف بل كان يُمسك بها في يده تاركًا خصلاته الشقراء و الزرقاء تتدلى على جبينه..

رمقت ماوس بنظرة حادة. " لمَ لم تُخرسني عندما تحدثت عنه ؟ "

" أنتِ المسؤلة عن لسانكِ لستُ أنا. " أجاب بلا مُبالاة واضعًا يديه داخل جيوب بنطاله الأسود.

أثناء استئناف سيرنا توقفت أمام مدخل الطوارئ سيارة سوداء فاخرة و من بعدها سيارة أخرى بنفس اللون و النوع ، نزل منها رجال ببدلات أنيقة و نظارات شمسية ، يتقدمهم رجل طويل القامة بملابس أنيقَة و على ما يبدو أنه الرجل المهم هنا ، دخل المستشفى بخطوات سريعة ، يتبعه ثمانية رجال في صفين منظمين وهناك أسلحة مثبتة عند خصر كل منهم... التفت لماوس و كان ينظر إليهم بنفس الغرابة التي أنظر إليهم بها .

" لندخل. " أردف وهو يتقدّم بخطوات أسرع.

كانَ هذا يومنا الأول في العمل، دخلنا إلى قسم الطوارئ، و توقف الرجال نفسهم أمام آلان الذي كان قاصدًا البوابة للخروج.. لطالما ناديته بمحرك الصراعات إنه يجذب المشاكل في كل مكان تطأه قدمه كالمغناطيس، رأيت علامات الاستفهام على وجهه وهو ينظر إليهم بذهول، بينما كانت عيونهم مليئة بالتحدي و الثبات ، كان الموقف يوشك أن ينفجر، وكان الفضول بداخلي يتساءل حول السبب الذي جعل الأمور تصل إلى هذا الحد.