لعنة التناقض

أركون وتابعه الناجي

هنا في واحة خضراء وأمواج بحيرة زرقاء في منزل
ضخم جميل أبيض مليء بالنوافذ بابه عملاق من
المعدن ومطلي بلون أخضر وحواف بارزة صفراء
تشبه رؤوس الرماح ليس بينه وبين القصر سوى
بعض الفروقات ، يجلس السيد أركون على كرسيه
الذهبي مقطباً حاجبيه بيده لفافة التبغ والخادمات
حوله ينظفون ويرتبون باستمرار ويلبون ما يطلب لكن
الذي كان ينتظره لا تحله الخادمات بل الرجال الذين
أرسلهم لإحضار ميدو وقد أطالوا الغياب بشدة
، وبينما كان يفكر عن السبب جاءه إحدى خادماته فشوشت ما كان يحيكه من ظنون فانحنت وطلبت الإذن بالكلام فقال لها أركون بانزعاج :

"لقد أفسدتي علي خلوتي بنفسي وأفكاري ماذا تريدين "

"سيدي رجل من رجال مورن يريد التحدث مع
سيادتكم ."

اتسعت عيني أركون فرحاً أخيراً تلهبت الأخبار السارة فقال بلهفة :

"أدخليه بسرعة فأنا إلى خبره في الأشواق ."

"أمرك سيدي ."

ثم صرخت منادية :

"هيا أدخل ."

"فدخل الرجل وانحنى هو الآخر وطلب الإذن بالكلام ."

فقال أركون بلمعة شوق تلمع في عينيه :

"هيا تكلم بسرعة كيف سارت الأمور ."

فقال الرجل بخنوع وصوت منكسر :

"سيدي ..... لقد لقد فشلنا ."

طارت تلك الفرحة التي كانت تسكن ملامح
أركون وحل محلها الضيق والغضب كبركان
تسبح الحمى على فوهته يوشك أن ينفجر فضرب يد
الكرسي بيده بقوة وعنف وقال بصوت عال وغضب هادر
أرهب حتى الخادمات فأسرعن يخرجن من القاعة :

"لم فشلتم لم مالذي كان ينقصكم حتى أخزيتموني
بهذا الشكل ها مالذي كان ينقصكم أجبني أيها
الصعلوك القميء، المال ؟ لقد أغرقتكم به جئت
بكم من الحظائر وحولتكم لبشر ذي قيمة ومال
، القوة ؟ قمت على تدريبكم بنفسي . العدد ؟ كلفت
خمسة عشر رجل للقبض على شاب يافع ، العتاد ؟
أعطيتكم أسلحة حتى الأشباح لا تعرف عنها شيئاً
ورغم كل هذا فشلتم ، لقد قتلتم سمعتي ودفنتموها تحت التراب ، إن هذا اليوم هو أسوء يوم مر علي من
أن وجدت على هذه الأرض ، لكن حديثي ليس معك بل
مع قائدك الأحمق أين هو هل استحى على نفسه
بعد مافعل حتى لم يعد يقوى على مقابلتي فأرسل
رجلاً من رجاله ليخبرني بالخبر ؟ أيستصغرني ذلك
الحقير اذهب وناديه فوراً وإلا ربيت فيكم الحيوان
قبل الإنسان هيا انقلع من أمامي ."

"سيدي صاحب السمو لقد..... لقد قتلوا جميعاً
وبقيت أنا الوحيد الشاهدعلى ما حصل ."

اتسعت عيني أركون وزاد ضيقه أكثر فأكثر ثم
قال :

"ماذا قلت ."

"كما سمعت يا سيدي منهم من قتلوا على يد الإبن
ومنهم من تمكن الأمن منهم وأودعوا الآن في
السجون ."