إبنة تيتي

22 5 3
                                    

في اليوم الموالي...أفاق ترانيم على نقرات الشمس المتسربة من النافذة على وجهه ... فنظر إلى زوجته و وضع يده على كتفها و أخذ يهزها برفق و يقول:
_كياني ... لقد جاء الصباح فلتستيقظي ... جاء الصباح
عندها عادت إلى الحياة و فتحت عينيها تنظر ٱليه بالكاد تعلم من هو حتى إستطرد:
_أرجوكي قولي إسمك! قولي لي صباح الخير !
إبتسمت و أجابت:
_صباح الخير يا ترانيم...
دق قلبه بقوة لسماع تلك الكلمات ... لولا كبته لنفسه لإنهال عليها بالقبلات ... ثم تظاهر بالبرود و تكلم:
_على كل ... لديك 3 أسئلة يمكنك طرحها...
_هل لأنني قلت إسمك؟
_نعم... حسناا ما رأيك في تناول الإفطار مع بعض؟
_حسنا!
وقف من الفراش ومد يده في إتجاهها طالبا أن تمسكها لمساعدتها على الوقوف...فمدت بيدها هي الأخرى و إستندت عليها للوقوف ثم ذهبا إلى غرفة الطعام... كانت الطاولة ضخمة تحمل 20 كرسيا لكن لم يجلس عليها سوا هما الإثنين ...نظر إليها بسخرية وقال:
_كرسي لي و كرسي لكي... أما بقية الكراسي فهي لأطفالنا المستقبليين... آمل أن لا نضطر لجلب طاولة أكبر من هذه لحملهم جميعا!
إحمرت خجلا و تظاهرت بالغضب و صرخت :
_ترانيم! أنت تعلم أن ذالك لن يحدث!
إبتسم و أجاب:
_نعم..نعم..لن يحدث...
و قال في نفسه:
_طالما أنني مازلت قادرا على كبح نفسي...
وضعت كيان يدها على خدها و قالت:
_إذا أخبرني عن سر الجدار!
_أي جدار؟
_هل ستستخدم نفس الحيلة؟
_أعتقد ذالك...و للتذكير لم يبقى لكي سوى سؤال واحد
قال ذالك وهو يقهقه ضاحكا
صفعت كيان وجهها عند إدراك ذالك و تكلمت بجدية:
_أخبرني عن أمر الجدار!
_حسنا أظن أنه لا يزال من المبكر إخبارك بهذا الأمر لكن سأختصر ذالك... في الحقيقة يا كيان فنحن من نعيش هنا لا ننتمي لهذا العالم...قام شخص حقير بإقتحام عالمنا و سرق ... كيف أصف ذالك حسنا.....إنه كنز المملكة و قام بمساعدت ذالك الكنز بإنشاء هذا الجدار كي لا نتمكن من اللحاق به و في نفس الوقت كي لا يتمكن البشر من الدخول... أصلا كامل هذه الغابة خارج الجدار تابعة لي أيضا ... تسك... إلا أن كل ما تدنس بإنشاء عقد مع البشر صار محظورا من الدخول ...
ظهر الإستياء و الغضب على وجهه و هو يقول ذلك
لكنها إستطردت:
_أنا بشرية... و إستطعت الدخول! لماذا؟
_إنتهت أسئلتك بالفعل...و كمعلومة لا تسأليني ذالك السؤال فلن أجيبك عنه!
بدى الفضول على وجهها... لكن ما باليد حيلة أومأت برأسها و ظلت هائمة تحلل ما قاله تبحث عن أجوبة لأسئلتها....لكنه قاطعة دوامت فضولها بمسك الملعقة بيده و توجيهها إلى فمها طالبا منها أن تفتح فمها...فإبتسمت وقامت بذالك...حتى إنتهى وقت الإفطار و إتجه كل منهما إلى غرفته لقضاء شؤونه

**********

كان ترانيم جالسا إلى مكتبخ كعادته يتفحص أوراقه و يؤدي عمله كملك إلا طرقا على الباب وصل مسامعه:
_أدخل
فتح الباب و أطلت فتاة قصيرة و هي تقول:
_صباح الخير يا أخي...لقد كنت مشغولة بشدة في أمر زفافك ولم أجد الوقت للقدوم
_مشغولة؟ أليس كل ما تقومين به هو النوم على السرير و أمر الخدم؟ أجاب بسخرية
_لا يهم....لقد قمت بعمل على الأقل... على كل يا أخي... لقد أتيت لأمر مهم جرى يوم زفافك...بشأن كيان و طقوس الرقص...لم نقم بتعليمها الرقصة التقليدية...إلا أنها كانت تعرفها و أدتها بشكل جيد جدا! ةدو كانت تقول أن والدتها من علمتها ذالك.... و جدت الأمر غريب لكن لم أرد إظهار أي شيء لأي أحد ما معنى ءالك يا أخي؟
إبتسم ترانيم و ربت على كتفها و أجاب:
_إنها هي....إنها إبنة تيتي ...
هتفت:
_مستحيل! إذا كيان هي إبنة تالا و جاءت من خارج الجدار؟لقد قالت أن والدتها ميتة هل تالا ماتت؟
_أخفضي صوتك لا أحد يعلم سواي أنا و سوار و أنتي لو سمع شخص آخر ستنتشر الشائعات! على كل لست متأكدا إن كانت كأمها أو لا لكن أستشعر منها نفس الهالة...كما أنه من الطبيعي أن تموت والدتها فقد أنجبت طفلا من بشري في هذا العالم...
_و من غبائي لم ألحظ جمالها الفائق... إنها حقا تشبهها و نسخة مطابقة منها !
_أجل... هي كذالك...
كان الأمر صادما بالنسبة لأسينا فلم تتوقع أني يحل يوم و ترى فيه أثرا من تيتي (تالا) شعرت بضيق شديد في صدرها و غادرت الغرفة متجهة إلى كيان و أخذت تعانقها و تقبلها و الدموع تتناثر من عينيها... أحست كيان بالريبة في الأمر إلا أن أسينا تدخلت لتقول:
_لقد إشتقت إليكي كثيرا يا أختي لم أرك منذ أيام و لم أطئن عن خالة زوجة أخي اللطيفة
إبتسمت كيان و أجابت:
_ أنا أيضا إشتقت إليكي كثيرا! كيف حالك
_بخير ... سعيدة لرؤيتك يا أختي
قضّة أسينا بقبة اليوم رفقة كيان... يتجولان و يتحادثان ...
حتى أغمضت الشمس أجفانها تاركة نورها للقمر... عندها ذهبت كيان إلى غرفة زوجها للنوم معا كما تسري العادة... كان مستلقيا على سريره في إنتظارها و ماإن سمع خطواته تقترب من الغرفة حتى فتح الباب لها بسحره...فدخلت مغلقة الباب ورائها و إرتمت على السرير و هي تغمغم:
_كان يوم متعبا للغتية حقا! تبا لك ولتقاليدك لو كان بيدي لما تحملن عبء المجيء لغرفتك للنوم
إبتسم و ضمها إلى صدره في هدوء و قال:
_يمكنك النوم الأن
ضهر الإطمئنان على أسارير وجهها و إنتقلت إلى عالم الأحلام
أما بالنسبة لك يا عزيزي القارء فعليك قراءة الفصل القادم لتعرف من هي تيتي

بين أحضان غابة ترانيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن