𝐘𝐌 || مَصْدَرُ إِلْهَامِيِّ

٢- تَخَلّص مِن الأرْوَاحَ الشّرّيرَةَ

. ݁₊ ⊹ . ݁˖ . . ݁₊ ⊹ . ݁˖ . . ݁₊ ⊹ . ݁˖ . . ݁₊ ⊹ . ݁˖ .

خِلال آلأَسابِيع قَلِيلة التالِية، زَارهُ الدُكتُور مِين يوميًا، تَحَدّثوا عَن طُفُولَته، وَحُبّه أَلاوَّل، واللحظات التِي جَعَلت مِنه شَخصاً هُوّ عليّه الآنَ..

كَانَ صَبرٌ طَبِيب لا يتزعزع، وَكانت رُؤيَته يُختَرِق ضَباب جُنُون جَيمين، نَاقَشَوا عنّ الهمسات، والوُجُوه التِي تطارده، والذَنب الساحِق الذِي يُثقّل كاهِل رُوحه!

بَعدَ ظُهيرة فِي إحدى الأيَام، بَينَمَا كانت الشَمس مَطلِيّ غُرفَة بضَوء ذَهبِيّ خَفِيف، أحضر الدُكتُور مِين نوعًا مُختلفًا مِن الحُبُوب، قال وهو يُمَسّكه بين إبهامه وسبابته "هَذا جَدِيد، مِن آلمُفْتَرَض أنَّ يسَاعَد فِي عَلاجَ الهلوسة."

نَظَر جَيمين إليَها بحَذَر. "بمَاذا تستفيد؟"

أُبتّسَم الدُكتُور مِين اِبتسامة دافِئة. "مُجَرّد أَثَر جانِبِيّ للوُضُوح."

نَظَر جَيمين إلى الحَبّة بعناية لكنهُ تَنَاوَلها، وكانت ثِقَته فِي الطَبِيب تتزايد مع مُرُور ألأَيّام، كَانَ التَأثِير فَورِيّاً تَقرِيبًا، تَلَاَشَت الهمسات وتحوّلت إلى هَمْهَمة باهِتة، وَهَدَّأت الظلال التي رَقصَت على الحَوائِط، لقِد تمَكن أخيرًا مِن التنفُّس دُونَ أنَّ يسَحقه ثقِل ماضِيه الخانِق...

خِلال جلسَاتهُم، شجِع الدُكتُور مِين جَيمين على التعبير عن مشاعِره بواسطِة الفن، كَانَ يُجلِس لسَاعاتٌ، وَيَداه ترَتعَشان وَهُوَّ يُرَسَم مشاهد مِن كَوابِيسه، والألَوَّان النابِضة بالحَيَاة تتناقض بشَكّل صاِرخ مَع كآبة واقِعه!

لقِد كَانَ تَنفِيسًا، لطَرَدَ الأرْوَاحَ الشّرّيرَةَ التِي كانِت تطِارده..

وَأَثناء رَسَمه، بَدأ يُشِعر بقرَابة غَرِيبة مع الطَبِيب الذِي جلس بجانِبه يُقدِم له الإِرشاد والتَشجِيع.

فِي إِحدَى الأيَام، بَينَمَا كان جَيمين يضع اللمسات الأَخِيرة على قِطعَة مُربِكة بشكل خاص، نَظَر إلى الأعلى ليجد الطَبِيب مِين يُدرسه، وليس اللوحة القماشية، قال الطَبِيب بصَوتٍ ملَيء بالإعجَاب صادِق "لديك موهبة".

قال جَيمين وَهُوَّ يُمسَح الطِلاَء عن وَجنَته. "لجَلَب شياطيني إلى الحَيَاة؟"

كَانَ تعبير الطَبِيب مِين جديًا. "لتحوِيل ألمَك إلى شِيء جمِيل، إنه شَكّل قوي من أشَكال العِلاج."

لَم يستطع جيمين أنَّ يجَادَل فِي ذلِك، وَمع تَحَوُّل الأيَام إلى أسابيع، أَصْبَحَت الهمسات أكثر هُدُوءًا!