1

81 5 0
                                    

~~~~~~~~~~~~~~~~~~
.
.
.

عندما كنا أطفالاً، كانت لدينا مخاوف سابقة، وكانت هذه المخاوف إما أن نكون بمفردنا، او من الظلام، أو أن نكون بمفردنا في الظلام. وفي حالة هوغجونغ الصغير، كان خوفه من كل هذه المخاوف. وكان السبب وراء ذلك كله هو ما يسمى بوالديه، فبقدر ما كان هونغجونغ يكره والديه كان يخاف منهما أيضاً.

والدته نادله في أقرب حانه في قريتهم و والده حطاب غريب الأطوار و مخمور خارج عقله.

بدأ الإثنان في معاملة هونغجونغ كعبد عندما بلغ الخامسة من عمره.
كانوا يأمرونه بالتجول، وإذا عصى أمرهم، فسينتهي به الأمر ببعض الكدمات أو الأسوء من ذلك، أن يحبس في غرفته لبضع أيام دون طعام وماء وضوء.

كانت نوافذه محاطه بالخشب من الخارج من قبل والده، منذ أن تم القبض عليه ذات مره وهو يحاول الهرب ولم ينتهي الأمر بشكل جيد.
ولكن بالطريقه التي قام بها والده بتغطيه النافذة، كانت هناك فتحه صغيرة. تسمح لأصغر ضوء من القمر بالتسلل إلي غرفة الصبي، و من نفس الفتحه تمكن هونغجونغ من رؤية سماء الليل، و يمكنه رؤية السماء ليلا. الحصول على لمحه من القمر والجزء المفضلي لديه.

النجوم.

لقد سمع ذات مره اطفال القريه الآخرين يقولون أنهم يتمنون امنياتهم للنجوم وأن هذا ينجح في بعض الأحيان، لذلك تمنى هونغجونغ أمنياته في تلك الليله، ولكن لحسن حظه لم يتحقق شئ.

ولكن كل هذا يتغير الليله. في سن الحاديه عشره، سوف يغادر هونغجونغ هذه الحفرة إلي الأبد. كانت خطته هى التسلل من غرفته والخروج من الباب الخلفي، و سيفعل ذلك بينما يكون والديه نائمين.

"هاي أيها الشقي تعال هنا."صرخ والده من غرفه المعيشه. لعدم رغبته في إزعاج الرجل، ذهب هونغجونغ بسرعه إلي الغرفة. رأي والديه يلعبان الورق وحولهما زجاجات من البيرة المتناثرة، و كانت رائحته مثل الدخان.

"أحصل على بيره آخري، واجعلها سريعة."  أمر بقسوه، و وضع بطاقه آخري في أعقاب الطلبات، ذهب هونغجونغ إلي المطبخ وامسك زجاجة البيرة من الكونترتوب. لكن قبل أن يعود، أمسك قطعتين من الخبز في قبعته لأنه يرتديها لهذا الغرض، وليس السماح لوالديه برؤيتهم. "أنا لا أرى أي بيره أمامي!"كانت جديله هونغجونغ للعوده وتسليم البيره. وضع الشراب علي الطاولة ، وانتظر بصبر لإذن والده لإخباره الذهاب إلى غرفته.

برزب والده بفتح الفلين للزجاجه واسقط حوالي نصفها في أحدي الذهاب ، وافراد صوتاً راضياً، ثم نظر إلي إبنه.
"ماذا تفعل هنا بعد ؟ تنتظر دورك ؟ تافه، أغرب من هنا." طرده، ثم فعل هونغجونغ ما قيل له و عاد إلى غرفته.

' أوه، سأخرج من هنا بالتأكيد.' فكر.

__

تحولت السماء الآن إلي لون أزرق منتصف الليل الآسر، والنجوم التي ستتلألأ لتجعل حضورها يدق، وتسللت قطعه من الضوء من القمر الناشئ إلي غرفة هونغجونغ. كما كان يجهد أذنيه ليسمع ما إذا كان والديه نائمين تماماً. لقد كانا كذلك منذ أن كان الصبي يسمع بالفعل شخير أبيه من الأنف، وتمتمات أمه الناعمه من خلال جدرانهما الرقيقه. لقد حان الوقت الآن لكي يضع هونغجونغ خطته موضع التنفيذ.

' الآن أو ابدا.' فكر في نفسه.

نهض من سريره بحذر، وأمسك بواحده من بطانيته، و وضع القليل من الملابس و الطعام الذي جمعه في بطانيته و ربطها ليحملها. بعد أن سمع و تأكد من أن والديه مازالا في الواقع نائمين بعمق، خرج بسرعه وبهدوء من غرفته، أسفل الردهه، مروراً بغرفه المعيشه، وإلي المطبخ حيث يوجد الباب المؤدي إلى الخارج، ولكن كانت هناك مشكله.

لقد كان مغلقا .

ومن ما عرفه هونجونغ، كان المفتاح على الأرجح في غرفه والديه. زفر بهدوء من خلال أنفه، ترك الصبي امتعته بالقرب من الباب وعاد نحو غرفه والديه. الشئ الجيد بالنسبه له هو أنهم لم يغلقوا بابهم، لذلك وقف هونغجونغ ساكناً عند الباب ليجد المفتاح من حيث كان يقف. بعد أن أغمض عينيه عدة مرات للعثور على المفتاح، اكتشفه أعلى المنضده بجانب والده.

نزل على الأرض، بدأ هونغجونغ بالزحف نحو المنضدة للحصول على المفتاح. ركع والده أمام المنصه، وشخر فجأة بصوت عالٍ واستدار لمواجهة المنصه الليليه و كادت يده تضرب الصبي، لكن لحسن الحظ كان بعيداً بما يكفي ليفوته ببضعه سنتيمترات. دون المخاطرة بالبقاء لفتره أطول، قام هونغجونغ بسرعه بإمساك المفتاح من الحامل عائداً إلى الباب.

في المطبخ، أدخل هونغجونغ مفتاح القفل وفتحه، و وضع المفتاح و القفل على الأرض، ثم التقط بطانيته والقاها على كتفه و دفع الباب مفتوحاً على مصراعيه.

هو حر ، هونغجونغ الصغير أصبح الآن نهائيا حر.

أثناء خطوته الأولى للخارج، سمع فجأة خطى قادمه و بدأت تقترب أكثر فأكثر، لذلك ركض هونغجونغ خارج المنزل إلى الغابه المظلمه، وبدأ يسمع صرخات والديه يطلبان منه العوده. لكنه لم يستمع، ولم يعد يستمع إليهم بعد الآن، ولم يكن ليسمح لهم بالسيطره عليه بعد الآن. لقد تحققت رغبته فى أن يكون حراً.

معتقدا أنه أصبح أخيراً بعيداً بما فيه الكفايه عنهم، توقف في مكان ما داخل الغابه. أصبح تنفسه ثقيلاً، وضرب قلبه بقوه على صدره، وألم كتفه و ظهره قليلاً من الأشياء التي كان يحملها _ناهيك عن الركض بها _ و بينما كان يواصل التقاط أنفاسه، حاول أن ينظر حوله في الغابه الكثيفه المظلمه مع اشعه القمر تعطيه بعض الضوء.

تماماً كما حاول هونغجونغ العثور على طريق من نوع ما ليتبعه، بدأ يسمع هديرا منخفضاً و عميقاً وربما جائعاً. كما أنها لا تبدو بعيده جداً.  نظراً لعدم رغبته في أن يصبح وجبه خفيفه في منتصف الليل، هرب من مكانهح مره أخري ولكن هذه المره عندما اقترب من الخلاء.
.
.
.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~

The Star Of My Wishes / seongjoong.Where stories live. Discover now