كَالضَرِب، الشتائِم كَ 'خَنيث، حُثالة، أمثالِكَ لا يَستَحِقون العَيش، وَغيرِها...' تِلكَ الكلِمات كانت تَسقُط على مسامِعهُ كَالسهم يُغرَز في أعمَق نُقطة في أذُنيه، وَرُبما يَترُكَهُ بِدون طعام لِعِدة أيام
حَتى تَمكَن مِن الإتِصال على شَقيقَهُ الأكبَر، كانَ يَسرُد لَهُ ما حَدثَ ودِموعهُ تأبى التَوقُفَ يُريد التَخلُص مِن هذا الجَحيم بأي طَريقة، قامَ شَقيقَهُ تشون بِتهدأتَهُ وَأخبَرَهُ إنه سَيُساعِدَهُ عِندما تُتيح لَهُ الفُرصة لِفِعل ذَلِكَ
كَانِت مُحادَثِتهُم تِلكَ مُنذُ أُسبوع وجونغكوك لازال يَنتظِر أن يُوفي تشون بِوَعدهُ وَينقِذهُ مِثلما قَالَ، لِذا هُوَ كَالعادة يَجلِس في غُرفَتهُ على أمل أن يأتي شَقيقَهُ، الساعة تُشير إلى بَعد مُنتصَف الليل بِالتأكيد عائِلَتهُ خَلدوا إلى النَوم
إنتفضَ جَسدَهُ بِقُوة عِندما كُسرِت النافِذة بِسبب حِجارة، وَقفَ بِأرجُل مُرتَعِشة يَخطو ناحية النافِذة بِحذر، كادَ أن يَصرُخ حينما ظَهرَ وَجه رَجُل أمامهُ مِن النافِذة نَظرَ إلى ملامِحهُ بِتركيز، إنهُ وَسيم مع عيناه الحادة البُنية والشامة أسفل عَينهُ، بَشرَتهُ السمراء، شَفتاه العَريضة، شَعر أشقر
"إهدأ أنا تايهيونغ إبن شَقيقكَ" صوت عَميق ضَرب أذُنهُ وَهُوَ يُناظِر الرَجُل أمامهُ، أومئ لَهُ بِسُرعة، أخر مرة رأى بِها تايهيونغ كانَ الأصغر في سِن صَغيرة يَتذَكِر إن تايهيونغ سافِر إلى خالِتَهُ في فرنسا مِن أجل الدِراسة، حَتى عِندما كان الأشقر يَنزِل في الأجازات لَم يَكُن يَراه أبدًا وَبِالتأكيد لَم يَتذكَر شَكلهُ كَثيرًا
أمسكَ تايهيونغ بِيد عَمهُ لِيَخطو ناحية سَيارتهُ وخَلفَهُم جيمين الذي صَعدَ في سَيارتهُ، أدخَلَ عَمهُ في السيارة لِيتجه إلى الجِهة الأُخرى لِيبدأ بِالقيادة وَسطَ الهُدوء الذي يَعُم المكان "تَمنيت أن نَلتقي بِطَريقة أفضَل لَكِن لا بأس، الأيام أمامُنا طَويلة" تَحدثَ الأشقر كاسِر الصمت المُحرِج بَينهُم، نَظرَ لَهُ الأخر لِيومِئ بِرأسهُ وَيُتَمتِم بِ 'شُكرًا' صَغيرة بِصَوتهُ الناعِم والرقيق
إبتسمَ لَهُ الأصغر بِلُطف "يُمكِنكَ النَوم إن كُنتَ تُريد المَنزِل بَعيد بِالفِعل" أردفَ تايهيونغ، هُوَ لاحِظَ شُحوب وَجه الأخر والكدمات التي تَملئ وَجَههُ، غَير جَرح يَديه وقَدمَيه أومئ لَهُ الأكبر لِيُسنِد رأسَهُ على الزُجاج يُغمِض عيناه بِتعب
إستَغرقَ الطَريق ساعة حتى وَصلَ الاصغر إلى مَنزِل عائِلَتهُ، قاموا الحُراس بِفتح البوابة عِندما لَمحوا سيارة سَيدهُم الصَغير، "عَمي" هَمسَ بِها الأشقر وَهُوَ يَهِز الأكبر بِرِفق، فَتحَ الاخر عِيناه يَنظُر حَولهُ بِذعر "لا تَقلق إنهُ أنا" تِلكَ النبرة العَميقة والدافِئة جَعلتهُ يَسترخي "لَقد وَصلنا" كُل ما نَطق بِه الاصغر قبل أن يَترجل مِن السيارة لِيفتح باب الأكبر
تَرجَل جونغكوك مِن السيارة لِيَحتَضِن الأصغر يَدهُ بينَ خاصَتهُ يَخطو ناحِية المَنزِل، طَرقَ الأشقر الباب لِتفتح لِهُ الخادِمة التي إنحنت لَهُم تُفسِح لَهُم المجال لِلدُخول، وَقفَ تشون وميا زَوجتَهُ حالما لَمحوا تايهيونغ وجونغكوك يَقترِبون مِنهُم، إحتَضَن تشون جَسد شَقيقَهُ بِقُوة يَشِد على إحتضانهُ أكثر
سَمحَ الأصغر لِدُموعهُ بِالتَمرُد لِتُلطِخ وِجنتيه بِخِفة عِندما شَعرَ بِدِفئ حَضن شَقيقَهُ، مَسحَ تشون على رأسهُ بِلَطف يُحاوِل تَهدِأتهُ "مَا الذي فَعلوه بِكَ صَغيري؟" سَألَ وَهُوَ يُكوِب وَجه الأخر المِحمِر لِكثرِة بُكائهُ "ليسَ وقت الأسئلة تشون لِتجعَلهُ يَرتاح أولاً" قالِت ميا تَسحب جونغكوك مِن بينَ يَدي زوجِها بِرِفق "هيا تايهيونغ إذهب بِه إلى الغُرفة لِيرتاح" أومئ لها المَعني لِتبعهُ الأكبر
"تَفضَل" أفسحَ الأصغر لَهُ المجال لِلدُخول مَدّ لَهُ ملابِس لِيأخُذها مِنهُ المَعني، "لا أعلَم إن كانِت مُناسِبة أم لا، لَكِنها تَفي بِالغرض" نَطقَ لِلذي إبتسمَ لَهُ بِلُطف لِيُبادِلهُ الأصغر، إقتربَ مِنهُ جونغكوك لِيَحتَضِنهُ بِقُوة، رَغمَ إن جونغكوك عَمهُ وَهُوَ الأكبر لَكِن تايهيونغ كانَ يَفوقهُ قُوة بِسبب بُنية جَسدهُ القوية ويَفوقهُ طُولاً أيضاً
حاوطَ خِصر الأكبر بِذراعيه يُربِت على ظَهرهُ بِرِقة "سَيكون كُل شيئ على ما يُرام لا تَقلق"
