صوت خطوات اقدامها الصغيرة على الأرضية الخشبية ، تتحرك بسرعه ذهاباً واياباً مما جعل ذلك خصلات شعرها القصير تتطاير بلطف ، تحمل على وجهها عبوس خفيف ونظرة جادة .اقتربت الى والدتها القابعة في المطبخ البسيط ، الذي يزينه بعض النباتات بالقرب من النافذة، والكثير من الصور لطفلتها تملئ الثلاجة بالإضافه الى بعض الخربشات العشوائية التي قامت بها الصغيرة
امسكت الفتاه بالمريلة الصفراء التي ترتديها والدتها ، لتحركها بلطف طالبةً انتباهها ، التفت والدتها لتنزل لمستوى طولها وهي تقول : « اوه! ماالأمر، صغيرتي؟ ماسبب هذا العبوس؟ » .
وما إن انتهت من جملتها حتى انفجرت صغيرتها لتطلق دموعها ، ابتسمت الام لتسحبها اكثر الى حضنها بينما تمسح على رأسها، بكت الصغيرة قليلًا على كتف والدتها قبل ان تتحدث بصوت
مكتوم :« ماما ! لم اجد إيميلي».استقامت بينما تحمل الصغيره بيدها اليمنى وتمسح دموعها باليد الاخرى وهي تقول بنبره طفولية : « حسناً ! هيا بنا للبحث عن إيميلي » ،
اتسعت ابتسامتها عند سماعها لضحكات الصغيرة .
وبالفعل اصبحت هي الاخرى تجول المنزل لتجد دمية صغيرتها ، استغرق الامر اكثر من ساعة ولكنها لم تجدها ، تنهدت بإحباط شديد وهي تنظر لصغيرتها خلفها التي زاد عبوسها .
تنهدت مجدداً لتمسك بيدها متجهه الى غرفتها بينما تتحدث :« انا اسفة ياصغيرتي سنبحث عنها مجدداً غداً ولكن الأن حان وقت النوم » ، اطاعت الصغيرة والدتها ولم تقل شيئاً ولكن لازال عبوسها في ازدياد لا تعلم كيف سيمكنها النوم دون دميتها .
وككل يوم البست الأم صغيرتها ثياب النوم المفضلة لها ، البجامة الصفراء المليئة بصور القطط في كل مكان ، كما قامت بتسريح شعرها وربطه للأعلى كي لا يزعجها اثناء نومها .
وضعتها على سريرها الصغير الأبيض لتغطيها باللحاف الأحمر ، ثم اقتربت لتقبل جبهتها مع همس « تصبحين على خير » ، وخرجت من الغرفة مغلقة الباب خلفها .
اغمضت الصغيرة عيناها محاولةً النوم ، صورة ايميلي المفقوده اصبحت امامها ، فتحت عيناها سريعاً ليقابلها سقف غرفتها ، تنهدت لتتحرك مغيره وضيعتها ومحاولةً النوم مجدداً ولكنها لم تستطع فكل مايشغل بالها هو - إيميلي - لا تعلم حقاً اين ذهبت !
جلست بهدوء لتنظر حولها قد تجدها في مكان ما ، ومجدداً لا أثر لها ، عبست مره أخرى لتعاود الاستلقاء مغمضة عينيها بقوة