الفضيلة تنتصر

4 1 0
                                    

الفصل الاول

في شرفة أحد المنازل جلست فتاتان تكبر أحداهما الأخرى ببضع سنين،وإن كانت كبرأهما تبدو أكبر من واقعها نظراً لتواكم الأصباغ على وجهها وتعقيد تسريحتها ومكياجها الصارخ … لكن الثانية كانت على العكس منها فهي تبدو وكأنها في السادسة عشر،مع انها تناهز العشرين … وكان شعرها الذهبي مرسلاً على كتفيها ببساطة محببة وقد دل وضعها على انها هي صاحبة البيت، وكانت تستمع الى رفقيتها وقد لاحت على ملامحها علامات الاستياء، فلم يكن كلام صاحبتها بالكلام المهذب ولم تكن قد اعتادت على الخوض في مثله او الاستماع الى هذا النمط من الحديث فمحدثتها هذه هي بنت خالتها وقد رجعت وشيكاً من أوروبا بعد مدة قضتها هناك بأمل ان يحصل زوجها على شهادة جامعية، وبعد ان يأسا من ذلك عادا دون أن يتمكن زوجها من نيل الشهادة تلك هي سعاد … وقد سمعت أخيراً نبأ عقد قران بنت خالتها نقاء فبادرت إلى زيارتها بعد سماعها للخبر مباشرة وهي مدفوعة الى ذلك بدوافع عديدة ، وفعلاً فقد كانت تمهد. الطريق للدخول في الموضوع فهي مندفعة تحدث بنت خالتها عن أوروبا وعن معالم الحضارة التي سحرتها وتحبب اليها السفر الى هناك وتحشو حديثها بكلمات ونكات مبتذلة كانت لها تأثير عكسي على نقاء! فقد كانت تتجهم بدلاً من الضحك، وتضيق بالحديث بدلاً من الخوض فيه، فهي فتاة مهذبة نشأت في أحضان أسرة مستقيمة محافظة حريصة على الآداب الدينية،  وقد عقد قرانها على شاب عريق الأصل رفيع المنبت حاصل على شهادة (الليسانس) يدير محلاً تجارياً يستورد فيه البضائع من الخارج وعلى هذا فقد استقل بعمله التجاري الذي يدر كأن ارباحاً طائلة وهو شاب مسلم واقعي يؤمن بالاسلام كمبدأ وعقيدة ونظام وقد عجل بالعقد الشرعي ليملك حريته في الاتصال بعروسه وقد قامت بينهما بعد ذلك علاقة حب وإعجاب متبادل أخذت تتزايد على مر الأيام، وكانت بعض ظروف الزوج الخاصة تستوجب تأخير الزفاف وقد ضاعف اتصال نقاء بعريسها من ثبات روحياتها العالية ومن حرصها البالغ على مثل الاسلام وآدابه
… ولهذا فقد كان من حق نقاء أن تستنكر على بنت خالتها أغلب ما كانت تقول ولكنها لم تر من اللائق ان ترد عليها أو تعارضها بعنف -بما ان سعاد ضيفتها - واكتفت بالاستماع وبعد ان أتمت سعاد مل مافي جعبتها من كلام سكتت برهة ثم أردفت قائلة:

- ان احسن منطقة تقصيان فيها شهر العسل هي أحدى دول أوروبا
وهنا رأت نقاء ان الواجب يدعوها لكي ترد، فأجابت: 
- أوروبا! لا، نحن لن نذهب الى أي بلد أوروبي ...
ولكن قد نذهب الى بعض البلدان الاسلامية…

وضحكت سعاد وهي ترد عليها في شيء من التهكم
- لعلكما تنويان ان تقضيا شعر عسلكما في مكة وفي موسم الحج…

- لا، قد نذهب الى الحج ولكن ليس خلال أيام شهز العسل
- ولماذا لا تقترحين على على زوجك السفر الى لندن او باريس هل تعتقدين انه يتمكن على ذلك من الناحية المادية؟

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 03 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

المجموعة القصصية الكاملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن