🚫قبلَ أن تبدأوا القِراءة هل يُمكِنَكُم
إضـاءة النجمة (الـفـوت) مِـن أجـلـي؟ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الــــفَــــصــــل الأول
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لطالمّا أردتُ الشُعورَ بِدفء وحَنّان والِدّاي في الوقتِ ذاتَهُ ولكِن للأسف فالرَبُ لم يُقدر لي أن أحظىٰ بِهُم مُجتَمعينَ مَعًا...
مَرت نِصفُ ساعة وأنا أُحدِقُ بِهَذهِ العَائِلاتِ التي تَسرحُ وتَمرحُ معَ أبنَاءَهُم في تِلكَ الحَديقة العامة، أتكئ علىٰ كفِي الأيمَن بِمَلل وأزفر نَاحية خُصلات شَعرِي التِي باتَت تُزعِجُني كُلمّا حَطّت علىٰ أنفي أو عَيناي،
-فقط لو تَحصلُ علىٰ الوجبة لِنَنتَهي مِن هَذا بِسُرعة قبلَ أن يُخالجُنِي ذَلِكَ الشُعور مُجَددًا وأتعمقُ به.
خاطبتُ ذاتِي وأنا أُحدقُ بِتلكَ الجمعية الخيرية التي تُقدم المُساعدات للنِساء الأرمَلات والتي كانت والدتِي تَقف ضِمنَ هَذا الطابور، أجَل فوالدتِي تُعتَبر أرمَله مُنذُ وفاة وَالدي وهَذا يُفسر عَدم إرتِياحي عِندَ مُشاهدتي لأطفال سَعيدين مع والِديهُم،
-هَارلين تعالي إلىٰ هُنا عَزيزتي فقد حصلتُ علىٰ حِصتنا.
أفاقني نِداء والدتي من شُرودي لأستَقم ناحيتها أهرول مُسرِعة والإبتِسامة تَشقُ ثُغري، حالمّا قَدّمت لي أمِي رغيفُ الخبز الفَرنسي أستقبلتهُ مِنها بِلهفةً وبدأت بِحشرهِ داخلَ فمي وكأن أحدهَم سيسرقهُ مني، إضافةً فقد كانت رائحتهُ تنهش جُدران مَعدتي الجائِعة بِشده.
-علىٰ مَهلكِ عَزيزَتي ستَختنقينَ هَكذا.
لم أكترث لِكلامها وَ واصلتُ مَضغَ الخبزِ بِتَلذذ بينمّا والدتِي كانت تَتأملني بِحُزن فهي أكثر من يعلم بأنَني لا أحصل علىٰ وجبات الطعام الثلاث بِسبب زوجِها اللعين وِيليام،
فَمنذُ أن تَزوجت بهِ قَلبَ حياتنّا رأسً علىٰ عَقب، فقد ظنّت بأنهُ شخصٌ صالح وسيعتَني بِنّا ويتَقبلُنِي كَونِي إبنَةُ رجلٌ آخر ولستُ إبنته،
ولكنهُ بالفعل خَدعها بِشَناعتةُ وخَلَفَ بِوعودهِ التِي كانت كِذبةً من الأساس فقط ليُقنع والدتِي بأن تَثقَ بهُ وتُسجل مَنزل والدي الذي منحهُ لَنا بأسمهِ وقد فَعلت!
أكثر مَا جَعلني أبغضُ أمي علىٰ حَماقاتُها هو كَونها وثقت بهِ وحولت منزل والدي بأسم زَوجها العَفن مُتعطش الأموال ذاك، ومنذُ ذلكَ الحين ونحنُ نعمل لَديهِ كالخادِمات،
أنت تقرأ
𝐁𝐑𝐎𝐊𝐄𝐍 𝐀𝐍𝐆𝐄𝐋.
Randomوكم وَددتُ أن تسحَبني من الغوصِ داخِلَ قاع أحزانِي الرثّه، وتُعيدَ لِروحي بصيصَ الأمل الذي فقدتُ مُنذُ سِنين بعد أن واشكت ورقتِي علىٰ الإنقِطاع من هذهِ الحَياة.. لكِنكَ كَسرتنِي كالزُجاج الهش ولم ترأف للجِراح التي خلفتها بي، سَلبتَني أجنِحة الحُرية...